
الجيش المصري يعزز قواته على طول الحدود مع غزة

في خطوة غير مسبوقة منذ حرب أكتوبر المجيدة، دفعت مصر بـ 40 ألف جندي إلى الحدود مع الأراضي المحتلة، في رسالة واضحة بأن أي محاولة لتنفيذ مخطط التهجير ستُواجه بكل قوة وحسم.
وعزز الجيش المصري قواته على طول الحدود مع غزة استعدادًا للعملية الإسرائيلية المتوقعة للسيطرة على مدينة غزة ..
و تخشى مصر أن تدفع العملية الإسرائيلية نحو مليون مدني من سكان غزة نحو الحدود المصرية، معتبرةً ذلك "تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي" .. .
وأكدت القاهرة أن المعاهدات والاتفاقيات لن تكون عائقًا أمام حماية أمن مصر القومي، وأن أي تجاوز سيُرد عليه في حينه وبما يتناسب مع حجم التهديد.
وصرح وزير الخارجية ، السفير بدر عبد العاطي، بأن:
"زمن الإدانات قد انتهى، والآن هو وقت القرارات السريعة والحاسمة لردع إسرائيل ومنعها من اتخاذ خطوات غير مسؤولة."
وهو تصريح اعتبره مراقبون نقلة نوعية وخطيرة في لهجة الدبلوماسية المصرية تجاه هذا الملف، بما يعكس جدية القاهرة واستعدادها للتحرك على جميع المستويات، حتى لو استدعى الأمر التلويح باستخدام القوة.
ومن ناحية أخرى تحركت مصر للتوصل إلى اتفاق هدنة يتضمن تبادل أسرى وإدخال المزيد من المساعدات، وقد حصلت المبادرة المصرية على موافقة مبدئية من الفصائل الفلسطينية، وسط تحذيرات واضحة بأنه إذا رفضت إسرائيل هذه الجهود فلن تقف مصر مكتوفة الأيدي.
مصر ترفض المساومات الأميركية وتعلن موقفها بوضوح
رفضت مصر بشكل رسمي وقاطع أي مساومات أميركية تربط بين قضية التهجير وسد النهضة، مؤكدة أن أمنها المائي خط أحمر لا يقبل التفاوض أو المساومة.
وأرسلت القاهرة رسالتها الحازمة ومفادها :
"إذا نَقَصَ كوب ماء واحد من حصة مصر المائية، فلن يكون هناك سد للتفاوض بشأنه."
وحتى الآن لم يحدث أي نقص في الحصة المائية المصرية، بل على العكس، وصلت كميات المياه إلى مستويات غير مسبوقة، حيث امتلأ مفيض توشكى بالكامل لأول مرة بإجمالي قدره 60 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يعكس نجاح الإدارة المصرية في حماية حقوقها المائية والحفاظ على أمنها القومي.
وقد توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية أول أمس لمناقشة التطورات الخطيرة بالمنطقة، وعلى رأسها تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن ما يُسمى "مشروع إسرائيل الكبرى"، والذي يتضمن تهديدًا مباشرًا لدول مصر، الأردن، السعودية، سوريا، لبنان، فلسطين، والعراق.
وقد شددت القاهرة على أنها تأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، وتستعد بالتنسيق مع الدول الشقيقة لاتخاذ موقف قوي وموحد لمواجهة أي تهديد.