
فلسفة أيقونة الأزياء الإيطالي " جورجيو أرماني " في الحياة

"أحبُّ الأشياء التي تنضج جيداً. تلك التي لا تتقدّم بها الأيام. التي تصمد أمام اختبار الزمن".
بهذه العبارة لخَّص جورجيوأرماني، الذي غادرنا أمس الخميس عن يناهز 91 عاماً، بعد مسيرة حافلة في عالم الأزياء فلسفته في الحياة والموضة. كان مرآة لحداثة الأناقة والذوق الإيطاليَيْن كما وصفته "وكالة الصحافة الفرنسية"، حيث تتزاوج البساطة مع الفخامة، والهدوء مع اللمسة المُترفةونجح في تحويل اسمه إلى علامة مميزة ليصبح أكثر المصممين حضورا في القرن الماضي،وجمع بين حساسية المصمم الموهوب وذكاء رجل الأعمال.
آمن أنّ الجمال الحقيقي يُقاس بما يبقى حين يذبل كلّ شيء آخر. الأناقة عنده حضور ممتدّ في الذاكرة، يكبُر مع الوقت ويزداد عمقاً مع السنوات.
أسس واحدة من أرقى علامات الموضة في العالم وأسهم في ترسيخ شعار "صُنع في إيطاليا" كرمز للجودة لدى المستهلكين، عن عمر ناهز 91 عاما.
كان عاشقا لفريق الإنتر ميلان وكان له موقفا وطنيا مشرفا خلال أزمة كورونا حيث قال لن أترك إيطاليا تركع على ركبتيها حتى لو أنفقت عليها كل ثروتي.
درس أرماني الطب قبل أن يؤسس علامته التجارية التي تحمل اسمه عام 1975، ويبني إمبراطورية في الملابس الرجالية والأحذية والملابس الرياضية والاكسسوارات إلى أن انتهى إلى الفنادق الفخمة ..شغفه بالملابس دفعه إلى تغيير مساره وعمل في متجر رجالي صغير في ميلانو قبل 50 عاما ومن هناك انطلق ليصنع واحدة من أقوي علامات الأزياء في العالم تزبد قيمتها السوقية 12 مليار دولار ونادراً ما تمكن منافسوها من مجاراتها.
صنع أرماني أزياء للحياة وللناس الحقيقيين. رأى أنّ الراحة هي الشرط الأول للفخامة، وأنّ البساطة هي التعبير الأصدق عن التفرُّد. لذلك ظلّت تصاميمه تعكس روح إيطاليا المُعاصرة: انسيابية، أنيقة، ودائمة التجدُّد من دون أن تفقد جذورها.
لقد أدرك أنّ ما يتماسك أمام الزمن هو وحده ما يستحق أن يُسمَّى فناً. وأثبت للعالم أن البساطة بإمكانها أن تتحول إلى فخامة . وزل يعمل حتى الرمق الأخير..هكذا، صاغ أرماني لغة كاملة تدور حول فلسفة "الجوهر هو ما يبقى".
والدرس المستفاد: لا تخشى تغيير المسار إذا وجدت شغفك الحقيقي .
#نقاش_دوت_نت