من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

شرف العقل في روضة العقلاء

القاهرة: خالد بيومي
شرف العقل في روضة العقلاء

‏قال ابن حبان رحمه الله في مقدمة كتابه الفاخر الباهر روضة العقلاء ونزهة الفضلاء:

"أمّا بعد، فإن الزمان قد تبيَّن للعاقل تغيرُهُ، ولاح للّبيب تبدلهُ، حيث يبسَ ضَرْعُهُ بعد الغَزَارة، وذبَلَ فرعُهُ بعد النَّضَارة، ونَحِلَ عوده بعد الرطوبة، وبَشِعَ مذاقه بعد العذوبة، فنبغ فيه أقوام يَدَّعون التمكن من العقل باستعمال ضد ما يوجب العقل من شهوات صدورهم، وترك ما يوجبه نفس العقل بهَجَسَات قلوبهم، جعلوا أساس العقل الذي يعقدون عليه عند المعضلات: النفاق والمداهنة، وفروعه عند ورود النائبات: حُسنَ اللباس والفصاحة، وزعموا أنَّ مَنْ أحكم هذه الأشياء الأربع فهو العاقل، الذي يجب الاقتداء به، ومن تخلف عن إحكامها فهو الأَنْوَك الذي يجب الإزورار عنه".

في كتاب «روضة العقلاء» لابن حبان:

سب رجل الإمام وكيع بن الجراح فلم يجبه، 

فقيل له: ألا ترد عليه؟ 

فقال: ولم تعلمنا العلم إذا ؟! 


في هذه الحياة ستسمع أقوالاً مؤذية

سيكسر قلبك بلسان أحدهم

وأحدهم هذا لو أردت أن تنتقده 

فإنك والله تحتار من أين تبدأ 

ستجد في صدرك ألف ردّ

وعلى لسانك ألف كلمة تخرسه، 

ولكنك ستختار أن تسكت، لا ضعفاً ولا عجزاً

ولكن لأنك تعرف أن البعض

حتى الكلام خسارة فيهم

والعاقل لا يخفى عَلَيْهِ عيب نفسه لأن من خفي عَلَيْهِ عيب نفسه خفيت عَلَيْهِ محاسن غيره وإن من أشد العقوبة للمرء أن يخفى عَلَيْهِ عيبه لأنه ليس بمقلع عَن عيبه من لم يعرفه وليس بنائل محاسن الناس من لم يعرفها وما أنفع التجارب للمبتدى ٠ 

أنشدني المنتصر بْن بلال بْن المنتصر الأنصاري ... ألم تر أن العقل زين لأهله ... وأن كمال العقل طول التجارب 

وقد وعظ الماضي من الدهر ذا النهى ... ويزداد في أيامه بالتجارب ... 

وقال ابن حِبّان : 


" سرعةُ الغضب من شِيَم الحمقى، كما أن مجانبته من ري العقلاء، والغضب بذر الندم؛ فالمرء على تركه قبل أن يغضب أقدر على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب ".