
في منزل الطاهر مكي

كنت، بين الحين والحين، أتلقي اتصالا من زميلي وصديقي علي المنوفي. "ما رأيك في أن نزور الطاهر مكي؟" كنت أوافق دائماً ، ويتولي هو تحديد الموعد. نذهب، فيستقبلنا أستاذنا بكرم معهود فيه. كان يصمم علي أن يعد الشاي بنفسه، ولما كنت أقترح أن أعده أنا، باعتباري أصغر الموجودين سنا، كان يرفض، وكان يرفض أن أحمل صينية الشاي ويقول "اجلس، لا يكرم المرء في بيته". ونحن نرتشف الشاي كان يدور الحديث، عن الأندلس غالبا، وعن الواقع العربي أحيانا. كان علي المنوفي محاورا رائعا ، يستطيع أن يوجه دفة الحديث مع أستاذنا الطاهر مكي الذي كان يحدثنا عن أساطين الاستعراب الإسباني.
كان يعرفهم معرفة شخصية، وكانت نوادره معهم تؤكد معلومات أو تنفيها. ينظر أحدنا إلي ساعته، فنكتشف أننا امضينا ثلاث ساعات كاملة في حوار متنوع. كنا نعتذر ونتعلل بأن طيب الحديث قد أنسانا الوقت، وكان يطلب منا أن نعود لزيارته قريبا. أحيانا كان يهدي لكل منا نسخة من أحدث كتبه. في طريق العودة كنت أسمع من علي المنوفي "زيارة كلها منافع: شاي وكتاب وعلم". رحم الله صديقي الدكتور علي المنوفي ، وأستاذنا الدكتور الطاهر مكي ، وجزاهما عني خيرا.
#نقاش_دوت_نت