.jpg)
مفاجأة: دار الكتب تحتفظ بتسجيلات موسيقية نادرة منذ القرن 19

دار الكتب تحتفل باليوم المصري للموسيقى
نظمت دار الكتب والوثائق القومية ندوة بعنوان:" الشعر والموسيقى توءمان لا يفترقان" بمناسبة اليوم المصري للموسيقى الذي يوافق 15 سبتمبر من كل عام ، بقاعة الموسيقى بدار الكتب بكورنيش النيل وأدارت الندوة الشاعرة و الناقدة نجلاء أحمد حسن، مديرة دوحة الشعراء والمدير العام بمكتبة القاهرة الكبرى.
أشاد الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق مرحبا بالحضور ومشيدا بجهود قاعة الموسيقى في حفظ التراث اللامادي المصري والعالمي ومن بينها تسجيلات نادرة من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وقد نشأت الأجيال المتعاقبة في مصر على حب الموسيقى والفنون بما للمجتمع المصري من تاريخ وثقافي عريق. وقد استوعبت الحضارة الإسلامية كافة الفنون الممتدة من شرق العالم الإسلامي إلى غربه، وأضاف زرياب الوتر الخامس في العود حيث كان للعرب ابتكاراتهم وعلى سبيل المثال كتب الأصفهاني كتابه العمدة "الأغاني" والذي أصدرته دار الكتب والوثائق القومية في ٣٣ جزء. كما أن فن الخط العربي بأنواعه موسيقى في حد ذاته.
ويعتبر سيد درويش امتدادا لهؤلاء العظماء وتمهيدا لما بعده من محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ومازالت مصر تقدم الجديد في مجالات الموسيقى والفنون.
وقسم الشاعر أحمد سويلم، مقرر لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ومؤسس دوحة الشعراء، الشعر العربي الي قسمين تقليدي، وغنائي وهو شعر الغزل وذلك منذ العصر الجاهلي. والعرب يغنون من المهد إلى اللحد.. يقيمون أفراحهم ويشيدون بيوتهم بالغناء ويودعون موتاهم بالعديد المنغم.
ويعتمد الشعر على الموسيقى وهو علم العروض الشعري، كما أن الأصوات التي يتألف منها الصوت الشعري في الأبيات بما تتضمنه من تكرار الحرف الواحد بالإضافة إلى الإيقاع بما له من تأثيرات نفسية تتفاوت بتفاوت البحر الذي كتبت عليه القصيدة. وتضيف الموسيقى تفاعيل جديدة في الأبيات الشعرية بما يضيف قيما فنية وجمالية مختلفة في كل لحن.
والقصائد المغناة موسيقاها الخاصة والموسيقى هى أكثر الفنون استقلالية فهى تستخدم مادتها من الأصوات المجردة. وهى شكل من أشكال التعبير تضيف إلى الشعر وتتعانق معه فهناك الإنشاد الشعري مثل الذي كان ينشده حسان بن ثابت وهناك الذكر الديني والموال والغناء الشعري القصير أو الطويل بمصاحبة آله موسيقية أو أكثر.
والملحن له دور كبير في تلحين الشعر ولي تجربة خاصة حين طتبت ١٠ مسرحيات غنائية للأطفال ولحن الشيخ سيد مكاوي ٦ مسرحيات منهم بما أضاف كثيرا للشعر الوارد في متون المسرحيات.
كما أن ترتيل القرآن الكريم يحمل موسيقى رائعة وكلما اختلف الأداء يظهر معنى جديد للآية.
و أشارت د نوران فؤاد الناقدة الأدبية إلى أهمية سيد درويش كقيمة فنية ومصرية وإنسانية كبيرة. وألقت بعض الأبيات من الشعر العربي. وأكدت عمق العلاقة بين الشعراء والموسيقيين وكلاهما بدأ الرحلة منذ مصر القديمة وهو ما يتجلى في جدران المعابد.
ثم تناولت التناص والسجع والجناس والقوافي التي تجعل الشعر ينطق بالموسيقى. وتتحد أهداف الموسيقى والشعر في إثارة المشاعر الإنسانية والتعبير عنها سواء كانت حبا أو غضبا، فخرا أو كراهية. وكان كلاهما رفيقا لقبائل العرب في الحل والترحال. وفي الغرب أيضا تنوعت الموسيقى بين المقطوعات الكنسية والجنائزية والمارشات العسكرية.
وجمع التراث الشعبي في الشرق والغرب بين الموسيقى والشعر من أغاني لهدهدة الأطفال، والتواشيح والابتهالات، وأغنيات الأفراح والمناسبات المختلفة. وتحتفظ الشعوب بذاكرتها الموسيقية والشعرية مثلما تحتفظ بالتراث المكتوب. ومع الوقت تحولت الأغاني الكلاسيكية في السينما المصرية إلى جزء من تراثنا وذاكرتنا الوطنية.
ثم تحدثت د عفاف طلبة أستاذ البيانو بالكونسرفتوار بأكاديمية الفنون حول الموسيقى بشكل عام، والبيانو بشكل خاص، وعلاقة الموسيقى بالشعر.
وأكدت أنها الموسيقى هى لغة الحياة فالإنسان يطرب لأى لحن جميل حتى لو لم يكن دارسا للموسيقى وهى وسيلة تواصل بين الشعوب بدون لغة. والموسيقى أيضا تعد أداة للعلاج فتعلم العزف على البيانو قد يساعد على علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال لما للموسيقى من تأثير إيجابي على كيمياء المخ.
كما أن الموسيقى وسيلة للتعبير عن المشاعر الوطنية والإنسانية على تنوعها وقد قامت الأغاني بدور كبير في حرب أكتوبر على سبيل المثال.
ثم تعرضت للفرق بين الموسيقى الشرقية، والموسيقى الغربية حيث تمتاز الموسيقى الشرقية بالتقاسيم والطرب النابع من إبداع العازفين وإحساسهم بالموسيقى ولا يوجد مايسترو يتولى التوجيه مثل فرقة أم كلثوم.
وهناك أوجه شبه كبيرة بين الموسيقى والشعر فالوزن والقافية يتوازيان مع النغمة والإيقاع، وكلاهما يتطلب الإصغاء، وكلاهما يتنوع تأثيره الفني في نفوس المتلقي باختلاف السياق والبناء الداخلي للقصيدة أو اللحن.
وضربت مثلا بأغاني أم كلثوم باللغة العربية الفصحى والتي ساهمت ألحانها في تقريبها لرجل الشارع البسيط وذلك من خلال شرح المعاني وتبسيطها من خلال التنويع بين المقامات فالموسيقى والشعر توءمان لا يفترقان. وهو ما حدث أيضا في ابتهال مولاى الذي لحنه بليغ حمدي للنقشبندي على مقام البياتي مع الحفاظ على الحالة الروحية للابتهال.
وعلى هامش الندوة قدمت العازفة إيريني أشرف مقطوعات من العزف المنفرد على آله الكمان تمثل نماذج من الموسيقى الكلاسيكية. كما أقيم معرض للوحات فنية ومستنسخات من دوريات تحدثت عن سيد درويش.
#نقاش_دوت_نت