من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

مارجريت ليتڤين في حوار عن الترجمة مع ياسمين حنوش

القاهرة: د مصطفى رياض
مارجريت ليتڤين في حوار عن الترجمة مع ياسمين حنوش


تتحدث ليتڤين عن تجربة حياة خاضتها بوصفها مهاجرة، وطالبة، ومدرِّسة، وأم. فقد انتقلت من موسكو إلى ألاباما بالولايات المتحدة الأمريكية في طفولتها، وتعرّفت مبكرًا على ازدواجية اللغة وعلى تعقيدات الهوية الثقافية. أما مسارها الأكاديمي فقد قادها إلى اللغة العربية بدافع من رغبتها في سماع أصوات ووجهات نظر لم تكن موجودة في وسائل الإعلام الأمريكية السائدة. 


كذلك تركز أعمال ليتڤين على الروابط التاريخية والثقافية بين العالم العربي وروسيا، وهو موضوع تجده رائعًا لأنه يتحدى النظرة الغربية للدراسات ما بعد الكولونيالية. وتلاحظ عدة جوانب رئيسية لهذه العلاقة: فعلى عكس العلاقات الأنجلو-عربية، فإن العلاقات الروسية-العربية تحمل "أعباء" أقل لأن روسيا لم تستعمر أي بلد عربي. وقد سمح هذا الأمر باستقبال أكثر انفتاحًا للأدب والثقافة الروسية. كما أن الاتحاد السوڤيتي سهَّل، خلال الحرب الباردة عبر دور نشر مثل "بروجرس للنشر" (Progress Publishing)، توفير الأدب الروسي والسوڤيتي على نطاق واسع وبتكلفة منخفضة في العالم العربي. أدت سهولة الوصول هذه إلى تبادل ثقافي كبير ونظرة "رومانسية مفرطة" للمجال الفكري الروسي، حيث لم يكن هناك تصور مسبق للهيمنة في الخطاب العربي. وأدى مترجمون وباحثون مهمون، مثل سامي الدروبي، وغائب طعمة فرمان، وأبو بكر يوسف، دورًا حاسمًا في جلب الأدب الروسي إلى القراء العرب، وغالبًا ما كانوا يترجمون مباشرة من الروسية إلى العربية. 

وترى ليتڤين أن معظم النصوص الأدبية متعددة اللغات بطبيعتها ولا تُكتب ببساطة بلغة واحدة. وتؤمن بأن دور المترجم هو أن "يستمع" إلى اللغات المتعددة والمراجع الثقافية المضمنة في النص الواحد. ففي رواية "الجليد" لصنع الله إبراهيم استخدمت ليتڤين استراتيجية ترجمة محددة لهذه الرواية، التي تدور أحداثها في موسكو. اختارت "توطين" المراجع الثقافية العربية (جعلها أكثر فهمًا للقارئ الإنجليزي دون حواشٍ) بينما "غَرَّبَت" المصطلحات والمفاهيم الروسية (باستخدام ترجمة صوتية واضحة وشرح). كان هذا خيارًا مقصودًا لتكرار تجربة القارئ الأصلي الذي يجد العناصر الروسية غريبة، ولكن العناصر المصرية مألوفة. وترى ليتفين أن السلطة المطحونة في الخلاط استعارة تصف ما يحدث عندما يحاول المترجم جعل النص "أكثر سلاسة" أو "سهل الهضم". وتؤكد أن "كتل الواقع"—الاقتباسات التاريخية، والمراجع، والغرائب اللغوية—هي أهم أجزاء النص ويجب ألا تُطحن بعيدًا، حتى لو جعلت عمل المحرر أكثر صعوبة.

تطرقت المقابلة إلى السياق السياسي المتغير المحيط بروسيا والعالم العربي. فبينما بدأت عملها في الموضوع عندما كان يُتجاهل إلى حد كبير، فإن الأحداث الجيوسياسية الأخيرة—مثل تورط روسيا في سوريا وحربها في أوكرانيا—جعلت الموضوع أكثر أهمية، ولكنه أيضًا أكثر حساسية. وتختتم ليتڤين حديثها بالقول إن هدفها الحالي هو تسليط الضوء على الكتاب العرب المعاصرين الذين يستجيبون بذكاء لهذا الجنون السياسي باستخدام الفكاهة، أو التراث الروحي، أو الجمال الأدبي لنقد القومية الذكورية والادعاءات الثقافية.