
هل نجح العرب في استعمار إسبانيا؟

العرب لم يستعمروا إسبانيا - ثورة الإسلام في الغرب
المؤلف:اغناسيو أولاغوي
المترجم : دكتور علي المنوفي
تاريخ النشر:2019
تصنيف الكتاب:التاريخ والجغرافيا,
الناشر:مكتبة انوار التوحيد
عدد الصفحات:686
تاريخ النشر باللغة الفرنسية : 1969
LES ARABES N'ONT JAMAIS ENVAHI L'ESPAGNE: La révolution islamique en Occident VIIe - Xe siècle
by Ignacio Olagüe (Author)
الفكرة الرئيسية
يطرح الكاتب طرحًا جدليًا بأن اسلام الأندلس لم يكن نتيجة غزو عربي عسكري في عام 711، كما يُروى تقليديًا، بل كان ثورة ثقافية ودينية داخل المجتمع الإسباني نفسه. الأساس: غزو الفكر لا السيف، وارتباط وثيق بين الأريوسية المسيحية الواحدة والإسلام.
المحاور الأساسية
1. نقد الرواية التقليدية للغزو العربي
يشير أولاغوي إلى ندرة وقدم المصادر المباشرة حول "الفتح العربي"، ويرى أن الغالبية العظمى من الآراء المبكرة (لاتينية ومسيحية) لا تشير بصورة مقنعة إلى غزو عربي شامل.
يرفض أولاغوي فكرة أن العرب والبربر، بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير، غزوا إسبانيا عام 711.
يحلل المصادر التاريخية العربية (مثل تلك المنسوبة لابن عبد الحكم) ويعتبرها مبالغات متأخرة كُتبت لتعزيز السرد الإسلامي.
يشير إلى أن المصادر المعاصرة، مثل السجلات اللاتينية (مثل سجل موزاراب 754)، لا تذكر غزوًا عسكريًا واضحًا، بل صراعات داخلية بين القوط الغربيين. يجادل بأن عدد المقاتلين العرب كان محدودًا، مما يجعل فكرة غزو واسع النطاق غير منطقية من الناحية اللوجستية.
2. الآريوسية كعامل مسهل للتحول الإسلامي
يشرح أن المجتمع القوطي كان منقسمًا بين المسيحية الكاثوليكية التثليثية والمسيحية الأريوسية (الوحيدانية). ويؤكد أن الأخير، رغم تراجع مكانته، ظل له امتداد واسع، وجاهزية للاندماج مع الإسلام عند وصول الفكر الواحد إليه.
يقترح أولاغوي أن الآريوسية، وهي عقيدة مسيحية توحيدية كانت منتشرة في شبه الجزيرة الإيبيرية قبل الإسلام، مهدت الطريق لقبول الإسلام.
يوضح أن السكان المحليين، وخاصة القوط الغربيين، كانوا متأثرين بهذا المذهب الذي يرفض الثالوث ويؤكد على التوحيد، مما جعل الإسلام جذابًا دينيًا. يستشهد بأمثلة من التوترات بين الكنيسة الكاثوليكية والآريوسيين ليبين كيف أدت الانقسامات الدينية إلى تسهيل التحول الثقافي والديني دون الحاجة إلى غزو خارجي.
3. الهجرة البربرية وليس العرب الأصلية
يرفض فكرة أن العرب من شبه الجزيرة كانوا القوة الرئيسية في الفتح، موضحًا أن معظم القادمين كانوا بربرًا إسلاميين أو عربًا مسيسين انضموا تدريجيًا. السبب: العرب الأم لم تكن موجودة بكثرة في شمال إفريقيا آنذاك.
4. التحول الثقافي والاجتماعي في الأندلس
يرى أولاغوي أن الإسلام دخل كفكر وثقافة أكثر من كقوة عسكرية، وأن التحول الاجتماعي والديني حدث عبر "الثورة الثقافية"، وليس قمعًا عسكريًا واسعًا.
يرى أولاغوي أن الأندلس نشأت من خلال تحول تدريجي داخلي، حيث اعتنق السكان المحليون الإسلام واللغة العربية نتيجة تفاعلات ثقافية ودينية. يصف كيف أدت الصراعات السياسية بين القوط الغربيين، خاصة بعد انهيار مملكتهم، إلى خلق فراغ سلطة استغلته نخب محلية موالية للإسلام.
يشير إلى أن العديد من المسلمين الأوائل في الأندلس كانوا من المحليين الذين تحولوا إلى الإسلام، وليسوا عرباً مهاجرين، مستشهدًا بأمثلة مثل تحالفات القوط مع الأمويين في دمشق.
5- إعادة تفسير التاريخ الإسباني
يقترح أولاغوي سردية جديدة لتاريخ الأندلس، مؤكدًا أنها كانت "ثورة إسلامية" محلية وليست احتلالًا أجنبيًا. ينتقد الروايات الإسبانية التقليدية التي تصور الإسلام كقوة غازية، مشيرًا إلى أن هذه الروايات كُتبت لاحقًا لخدمة أهداف سياسية ودينية، خاصة خلال الاسترداد (Reconquista). يحلل تطور الثقافة الأندلسية، مثل العمارة والفنون، كدليل على التكامل الثقافي بين السكان المحليين والتأثيرات الإسلامية، وليس كنتيجة هيمنة خارجية.
#نقاش_دوت_نت