من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

في ذكراها.. آمال زايد مدرسة الصمت و الدمعة المكبوتة في ثلاثية نجيب محفوظ

القاهرة:أحمد نيازى الشريف
في ذكراها.. آمال زايد مدرسة الصمت و الدمعة المكبوتة في ثلاثية نجيب محفوظ




 آمال زايد.. أيقونة المرأة المصرية


واحدة من أهم نجمات كلاسيكيات السينما المصرية، وفنانة من طراز خاص، فهمت بعمق تركيبة المرأة المصرية المغلوبة على أمرها، وجسدتها بصدق نادر على الشاشة، لم تحتج إلى عشرات الأدوار لتثبت مكانتها، بل صنعت لنفسها مجدا خالدًا عبر شخصية واحدة صارت أيقونة؛ "أمينة" زوجة سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ. إنها الفنانة والإنسانة آمال زايد التي يتزامن اليوم ذكرى رحيلها الموافق 23 سبتمبر من عام 1972، تاركة وراءها رصيداً فنياً قليلاً في الكم، عظيمًا في القيمة.


حكمت محمد زايد.. البدايات والأسرة الفنية


وُلدت حكمت محمد زايد، وهو اسمها الحقيقي، في 27 سبتمبر 1910 بمدينة القاهرة، لتنتمي إلى عائلة فنية عريقة؛ فشقيقتها هي الفنانة جمالات زايد، وأشقاؤها محسن ومطيع زايد، فيما واصلت ابنتها الفنانة معالي زايد مسيرة الإبداع في السينما والدراما.


أمينة ثلاثية نجيب محفوظ.. والدور الذي خلدها


رغم ندرة أدوارها، استطاعت آمال زايد أن تخلد إسمها بفضل شخصية "أمينة" في ثلاثية نجيب محفوظ: بين القصرين، قصر الشوق، السكرية، التي أخرجها حسن الإمام، حيث استطاعت الوقوف أمام الفنان القدير يحيى شاهين في دور "سي السيد"، لكنها لم تكن ظلا باهتا له، بل أيقونة قائمة بذاتها، و بأداء هادئ، وصوت خفيض، وعيون ممتلئة بالانكسار، رسمت صورة الزوجة المقهورة، التي تخضع لسطوة الزوج وتتشبث في الوقت نفسه ببيت وأسرة وذكريات.


مدرسة الصمت و الدمعة المكبوتة


لم تكن "أمينة" مجرد شخصية عابرة، بل تحولت على يد آمال زايد إلى مدرسة في الأداء، مدرسة الصمت و النظرة الموحية و الدمعة المكبوتة، حيث يظهر الإحساس أبلغ من الكلمات.


شهادة النقاد والجمهور.. حين صنعت الأسطورة


بعد أن قدمت الفنانة القديرة آمال زايد هذا الدور، أجمع النقاد والجمهور على أن أحدًا لم يقترب من هذه الشخصية ليجاريها، فبقيت "أمينة" علامة سينمائية فريدة في تاريخ الفن المصري.


أعمال أخرى رسّخت حضورها الفني

وإلى جانب الثلاثية، شاركت آمال زايد في عدد من الأعمال المهمة التي رسخت حضورها الفني، من بينها: فيلم "موعد مع السعادة"، وفيلم "اليتيمتين"، و أيضًا "حب ودموع"، و "أم العروسة"، وغيرها من الأعمال الناجحة، حيث أدت دومًا شخصيات تحمل ملامح الأم المصرية الحنونة الممزقة بين التضحية والصبر.


رحيل الجسد وبقاء الأثر الخالد


ورغم أن الأضواء لم تلاحقها طويلاً، اختارت الفنانة آمال زايد أن تترك بصمة واحدة لا تمحى، لتصبح بفضلها وجها خالدًا في ذاكرة الفن. 

وفي ذكرى رحيلها، تبقى آمال زايد "أمينة سي السيد" التي لم تنافسها واحدة، وصورة صادقة لامرأة مصرية حملت هموم جيل بأكمله.