
من "تيتو" إلى "الجزيرة".. مسيرة خالد صالح بين المجد الفني والرحيل المفاجئ

في ذكراه.. خالد صالح أيقونة الأدوار المركبة وصوت الغضب في السينما المصرية
واحداً من أبرز نجوم السينما المصرية خلال العقدين الأخيرين، وصاحب البصمة المميزة في تجسيد الأدوار المركبة والمعقدة، خاصة أدوار الشر التي أداها بعمق وبراعة جعلته أيقونة يصعب تكرارها، أنه الفنان والإنسان خالد صالح الذى يتزامن اليوم ذكرى رحيله تاركاً وراءه إرثا فنياً خالداً مازال موجودا في أذهان الكثيرين.
بداية متأخرة وحضور استثنائي
ولد الفنان خالد صالح في القاهرة عام 1964، ورغم أنه بدأ مسيرته الفنية متأخرًا نسبيًا، إلا أن موهبته القوية وحضوره الطاغي على الشاشة سرعان ما فرضا اسمه على الساحة الفنية، حيث أمتلك أدوات تمثيلية مختلفة، جمعت بين الانفعال الداخلي والانفجار الخارجي، ليصبح قادرًا على الانتقال بسلاسة بين الشخصيات المركبة التي تتطلب قدرًا كبيرًا من الإتقان.
"هي فوضى".. الدور الذي رسّخ مكانته
من بين أهم محطاته الفنية، يبرز فيلم "هي فوضى" (2007) الذي جسد فيه شخصية ضابط الشرطة المستبد "حاتم"، في أداء اعتبره النقاد والجمهور أحد أصعب وأقوى أدوار الشر في تاريخ السينما المصرية الحديثة، فقد قدّم خالد صالح صورة معقدة للشر المطلق الممزوج بالهشاشة الإنسانية، ليُثبت أنه ممثل من طراز خاص قادر على الغوص في أعماق النفس البشرية.
بصمته في السينما
لم يكن "هي فوضى" سوى واحدًا من سلسلة من الأعمال السينمائية البارزة التي شارك فيها خالد صالح وحققت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا، ومن أبرزها:
فيلم "تيتو عام 2004، فيلم"عمارة يعقوبيان عام 2006"، وفيلم "الجزيرة عام 2007، وفيلم "حرب أطاليا عام 2005"، وفيلم "الريس عمر حرب عام 2008"، وأيضاً فيلم "الجزيرة 2 2014"، وغيرها من الأعمال الناجحة التي لاقت استحسان الجمهور.
كما تألق النجم الراحل خالد صالح على شاشة التلفزيون بعدد من الأعمال الفنية الناجحة، ليترك بصمة لا تُنسى في عدد من المسلسلات التي أكدت قدرته على التنوع والتجديد، منها:
مسلسل "سلطان الغرام"، ومسلسل "بعد الفراق"، ومسلسل "موعد مع الوحوش"، ومسلسل " فرعون" ومسلسل "بعد الفراق" وكانت آخر أعماله "حلاوة الدنيا"، الذي عُرض بعد وفاته وشارك في بطولته هند صبري وظافر العابدين، ليظل بمثابة رسالة وداعية لجمهوره.
أمنيته الأخيرة ورسالة إنسانية باقية
في أيامه الأخيرة، وقبل خضوعه لعملية قلب مفتوح دقيقة بمركز أسوان للقلب، أوصى خالد صالح بأن يظل اسمه مرتبطًا بعمل الخير، وقد تحقق ذلك من خلال استمرار أنشطة مؤسسة خالد صالح الخيرية التي تقدم الدعم للمحتاجين، لتبقى جزءًا من إرثه الإنساني إلى جانب إرثه الفني.
جنازة مهيبة ووداع يليق بمكانته
رحل خالد صالح في 25 سبتمبر 2014 عن عمر ناهز الخمسين عامًا، بعد رحلة علاج قصيرة انتهت برحيله المفاجئ، تاركًا خلفه حالة من الحزن الكبير في الوسط الفني وبين جمهوره.
وقد شُيع جثمانه في جنازة مهيبة من مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، وسط حضور واسع لنجوم الفن والمئات من محبيه، الذين ودّعوه بالدموع والدعاء تقديرًا لعطائه الفني والإنساني.
إرث خالد صالح
وعلى الرغم من رحيله المبكر، إلا أن الفنان خالد صالح ترك إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيظل حاضرًا لسنوات، ويبقي خالد صالح في عيون جمهوره وزملائه، نموذجًا للفنان الحقيقي الذي عاش قصير العمر لكنه طويل الأثر.