
في ذكرى ميلادها.. ثريا حلمي ملكة المونولوج التي سحرت القلوب بفنها

بصوتها العذب وابتسامتها الجذابة، أصبحت واحدة من أبرز نجمات جيلها، وتربعت على عرش النجومية لتبقى إلى اليوم ملكة المونولوج بلا منازع. فقد تميزت بالتلقائية في الأداء، وبالطبيعة في تجسيد أدوارها، لذا أحبها الجمهور وتعلق بها. واليوم تحل ذكرى ميلادها، لنستعيد معها سيرة فنية ثرية، وذكريات لا تُنسى تركتها كإرث خالد في تاريخ الفن العربي.
بدايات موهبة متألقة
اسمها الحقيقي زكية علي محجوب، ولدت في مثل هذا اليوم الموافق 26 سبتمبر عام 1923 بمدينة مغاغة بمحافظة المنيا، وسط أسرة فنية، إذ كانت شقيقتها الفنانة ليلى حلمي تعمل ضمن فرقة بديعة مصابني.
فمنذ طفولتها أظهرت ثريا حلمي خامة صوتية لافتة وحضوراً طاغياً، ما أهلها لأن تصبح نجمة مبكرة في مجال الغناء والمونولوج، وهو الفن الذي كان يحتل مكانة مرموقة على الساحة الفنية في الأربعينيات والخمسينيات.
ملكة المونولوج
لم يكن لقب "ملكة المونولوج" مجرد وصف عابر، بل كان اعترافاً بمكانتها الاستثنائية، فقدمت عشرات المونولوجات التي مزجت بين الطابع الساخر والاجتماعي، واستطاعت أن تلامس قلوب الناس ببساطة وصدق. تميزت بعفويتها وخفة ظلها، حتى أصبحت واحدة من أكثر الفنانات جماهيرية وتأثيراً في زمنها.
محطات شخصية مثيرة
رغم أن الكثيرين وقعوا في غرامها، لم يخفق قلبها إلا لرجل واحد، هو أنطون عيسى، ابن شقيقة بديعة مصابني وأحد أبناء الطبقة الراقية، وبعدما اعترضت بديعة بقوة على ارتباطهما، بل وصلت إلى حد طرد ثريا من فرقتها، ورغم ذلك حيث تزوجا الثنائى وعاشوا حياة سعيدة.
حضور لافت في السينما والمسرح
لم يقتصر عطاؤها الفني على المونولوج، بل امتد إلى السينما والمسرح، فقد بدأت الفنانة ثريا حلمي مشوارها السينمائي عام 1940 بفيلم "حياة الظلام"، ثم توالت مشاركاتها في عدد من الأعمال البارزة مثل "العريس الخامس", "ليلة الجمعة", "القرش الأبيض", و"زقاق المدق"، وغيرها من الأعمال التى لاقت نجاحاً كبيراً وقت عرضها.
كما قدمت على خشبة المسرح أعمالاً كوميدية ناجحة رسخت مكانتها، منها "لوكاندة الفردوس" و"الهوى مالوش دواء".
وبعد رحلة طويلة، قررت اعتزال التمثيل عام 1969 لتتفرغ لحياتها الأسرية، لكنها عادت بعد أكثر من عقدين لتطل للمرة الأخيرة على الجمهور في فيلم "اثنان ضد القانون" عام 1992، لتغلق به مسيرة امتدت لما يقارب نصف قرن.
إرث فني خالد
رحلت الفنانة ثريا حلمي فى 9 أغسطس 1994، عن عمر يناهز الـــ 70 عامًا، بعد أن تركت إرثاً فنياً متنوعاً بين المسرح والسينما و المونولوج الغنائي، ظل شاهداً على موهبتها الفريدة و عطائها الاستثنائي.
وما زالت أعمالها تُستعاد حتى اليوم كجزء أصيل من ذاكرة الفن المصري، لتبقى ملكة متوجة على عرش المونولوج، وواحدة من أيقونات العصر الذهبي للفن العربي.
#نقاش_دوت_نت