
فى ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر الحاضر في وجدان الأمة وسياسته التى خلدتها السينما

يتزامن اليوم 28 سبتمبر عام 1970، ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، ثانى رؤساء جمهورية مصر العربية، أن ترك بصمة لا تُمحى في التاريخ السياسي المصري والعربي.
لم يكن الزعيم جمال عبد الناصر مجرد قائد سياسي، بل أصبح رمزاً لحلم التحرر الوطني، وزعيماً التف حوله ملايين العرب بفضل مشروعه القومي الذي حمل آمال البسطاء والمحرومين.
ورغم مرور أكثر من خمسة عقود على رحيله، ما زال عبد الناصر يحضر في وجدان المصريين والعرب، ليس فقط من خلال خطبه وقراراته التاريخية، بل وإنما أيضاً عبر حضوره الفني الذي انعكس في السينما المصرية، حيث شكّل شخصية درامية ألهمت صناع الفن للاقتراب من مسيرته وكفاحه.
ثورة يوليو والسينما.. انعكاس روح التحرر
فمنذ بدايات ثورة 23 يوليو 1952 المعروفة ، كانت السينما أداة رئيسية في التعبير عن التحولات الاجتماعية والسياسية التي قادها الزعيم عبد الناصر، حيث استلهمت الأفلام روح الثورة وقيم العدالة الاجتماعية والتحرر الوطني، وكما ساهمت الحقبة الناصرية في إنتاج أعمال جسدت ملامح المجتمع المصري الجديد، أبرزها أفلام تناولت قضايا الفلاحين والعمال وبناء السد العالي.
الزعيم والفن السابع.. دعم متبادل
لم يكن الزعيم جمال عبد الناصر بعيداً عن الفن، فقد أدرك قيمة السينما كقوة ناعمة قادرة على توصيل الرسائل السياسية وترسيخ المبادئ الوطنية، فكان داعماً لها، وأصبحت شاشات العرض مرآة لروح المرحلة التى حكم فيها وترأس على عرشها.
"ناصر 56".. تأميم قناة السويس على الشاشة
ومن أبرز الأعمال التي تناولت شخصية الزعيم جمال عبد الناصر في السينما، يبرز الفيلم الشهير "ناصر 56" للمخرج محمد فاضل والكاتب محفوظ عبد الرحمن، الذي عُرض عام 1996، وجسد فيه الفنان أحمد زكي شخصية عبد الناصر ببراعة استثنائية، محققاً نجاحاً كبيراً واستحسانا من قبل الجمهور والنقاد.
حيث ركز لفيلم على واحدة من أهم لحظات التاريخ المصري والعربي، وهي تأميم قناة السويس عام 1956، ذلك الحدث الذي أعاد لمصر سيادتها على أهم شريان مائي في العالم، وواجهت على إثره عدواناً ثلاثياً من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
عبد الناصر على الشاشة.. إنسان وقائد
كما قدم الفيلم صورة إنسانية وسياسية للزعيم جمال عبد الناصر، حيث أظهره كأب وزوج وصديق، إلى جانب كونه قائداً تاريخياً اتخذ قراراً مصيرياً غيّر ملامح المنطقة، وقد لاقى الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ورسّخ صورة عبد الناصر في الوعي الجمعي كرمز للكرامة الوطنية.
إرث خالد يتجاوز الزمن
وفي ذكرى رحيله، يبقى الزعيم جمال عبد الناصر رمزاً خالداً، ليس فقط في السياسة والتاريخ، بل أيضاً في الثقافة والفن، حيث جسدت السينما مسيرته وحفظت للأجيال ملامح شخصيته وأحلامه.
#نقاش_دوت_نت