
في ذكرى ميلادها.. إليزابيث جاسكل صوت المرأة والطبقة العاملة في الأدب الفيكتوري

تحل اليوم، 29 سبتمبر، ذكرى ميلاد الكاتبة الإنجليزية إليزابيث جاسكل (1810 – 1865)، والتى خلّدت اسمها لتكون واحدة من أبرز رموز الأدب الفيكتوري في القرن التاسع عشر، حيث امتلكت قلما جمعت به في كتاباتها بين الواقعية الاجتماعية والرقة الإنسانية، وقدّمت روايات ألقت الضوء على قضايا الطبقة العاملة والمرأة في المجتمع الإنجليزي، لتصنع بصمة أدبية ما زالت حاضرة حتى اليوم.
بدايات ومسيرة أدبية
وُلدت إليزابيث جاسكل، في حي تشيلسي بلندن، ونشأت في بيئة متفتحة ثقافيًا، وسرعان ما وجدت في الأدب وسيلتها للتعبير عن رؤيتها تجاه التغيرات الاجتماعية في عصرها. اشتهرت بروايتها الأولى «ماري بارتون» (1848)، التي تناولت معاناة الطبقة العاملة في مدينة مانشستر الصناعية، وقد لاقت الرواية صدى واسعًا، ورسّخت مكانتها ككاتبة تملك جرأة في تناول القضايا الاجتماعية.
محطات بارزة في أعمالها
قدمت الكاتبة الإنجليزية إليزابيث جاسكل مجموعة من الأعمال الأدبية البارزة كان أهمها:
رواية «كراينفورد» (1853): وهى رواية وديعة الطابع، قدمت صورة للمجتمع الريفي الإنجليزي في قالب يمزج بين السخرية والحنين.
رواية «زوجات وبنات» (1864): عملها الأخير الذي نُشر بعد وفاتها، واعتُبر لوحة أدبية شاملة عن العلاقات الإنسانية وقضايا المرأة.
و«شمال وجنوب» (1854): من أشهر أعمالها، حيث طرحت من خلال الصراع بين البطلة مارغريت هيل والعالم الصناعي قضايا الانقسام الطبقي والتحولات الاقتصادية.
إرث أدبي خالد
إلى جانب إبداعها الروائي، كتبت إليزابيث جاسكل سيرًا أدبية مهمة، أبرزها سيرة صديقتها الشاعرة شارلوت برونتي، التي اعتُبرت واحدة من أهم السير في الأدب الإنجليزي. وقد ساهمت هذه الأعمال في تعزيز صورتها ككاتبة لا تكتفي بسرد الحكايات، بل تنسج نصوصًا تعكس الهم الإنساني والعدالة الاجتماعية.
ختاما
ورغم رحيل إليزابيث جاسكل في سن مبكرة عن عمر يناهز 55 عامًا، إلا أنها تركت إرثًا أدبيًا ما زال حاضرًا في الذاكرة الثقافية العالمية، إذ تعد أعمالها مرجعًا لفهم المجتمع الفيكتوري وصوتًا مبكرًا مدافعًا عن المرأة والطبقات المهمشة، مما يجعل ذكراها مناسبة متجددة لاستحضار قيمة الأدب الإنساني في مواجهة تحديات الواقع.