توثيق التراث غير المادي لجنوب سيناء
الإرث لا يعني ترك شيء للناس، بل يعني ترك شيء ينفع الناس.
أو يعني الاثنين معاً… لكن الإرث الحقيقي هو ما تركته في منفعة عامة الناس على المدى البعيد…
أما ما تركته للناس من مال أو عقار فهو يخص من سوف يرثك فقط، وهو إلى زوال مهما طال الزمن.
أوفدت الهيئة العامة لقصور الثقافة بعثة ميدانية لمحافظة جنوب سيناء، لتوثيق التراث غير المادي في إطار جهودها لحفظ وتوثيق التراث الثقافي المصري،
من خلال لقاءات وجولات ميدانية لاستكمال تسجيل وتوثيق موتيفات التراث الثقافي غير المادي بالمحافظة، وكذلك المعتقدات المرتبطة بالأولياء والقديسين، بمشاركة مجموعة من الباحثين المتخصصين، وبحضور فاطمة أبو زيد، إحدى رائدات العمل المجتمعي.
وفي قرية "الوادي"، عقد لقاء بعنوان "تراث المرأة والشعر النبطي" قدمت خلاله كل من حنان البدري وجميلة سليمان، من مؤسسات اتحاد المرأة السيناوي للحفاظ على التراث، شهادات حية عن العادات والتقاليد المرتبطة بالمرأة في المجتمع.
أقيم اللقاء في مقعد الشيخ سليمان وضيافة قبيلة أولاد سعيد، بحضور عدد من شيوخ وعواقل القبائل، منهم: صلاح سالم، شيخ مشايخ القبيلة، محمد إبراهيم أبو علاج، والمحامي سليمان حميد.
كما تضمنت الفعاليات لقاء بقصر ثقافة طور سيناء، ناقش خلاله الشاعر الشيخ سلام مدخل، أهمية الشعر النبطي باعتباره أحد مكونات الذاكرة الثقافية والشفوية في المنطقة، وذلك بحضور الكاتب محمد دسوقي، وحسام خلف الله، رئيس نادي الأدب.
كما عقد لقاء بعنوان "الأعشاب الطبية النادرة واستخداماتها التراثية" قدمه الشيخ سليم محنى، أحد أشهر الإخباريين في مجال الطب الشعبي بسانت كاترين، بمشاركة الباحثين: طه إسماعيل، عرفة سبيكة، وهبة السيد، هذا بجانب جولة تفقدية داخل دير سانت كاترين والوادي المقدس لتوثيق مسار النبي موسى، بحضور الشيخ سليمان الجبالي، أحد المصادر الهامة التي تتولي حراسة الدير.
واختتمت الفعاليات بجولة داخل دير البنات بوادي فيران، أضفت مزيدا من الثراء المعرفي لمسار البعثة.