
ثغرات في خطة ترامب

عند مراجعتي لبنود الاتفاق وجدت أنها من أول بند حتى آخره هي تتهم الفلسطينيين وتلزمهم
في حين لا تلزم إسرائيل بشيء.
اللغة المستخدمة في خطة ترامب تركز فقط على إدانة حركة حماس وسكان غزة، دون أي ذكر لمسؤولية إسرائيل أو لما ارتكبته من جرائم.
فمثلا المادة الأولى بها بند إن غزة ستكون "منطقة خالية من الإرهاب والتطرف ولا تشكل تهديداً لجيرانها".
أي أنها تنطلق من فرضية أن مصدر الخطر هو غزة
وحدها، بينما لا ذكر لإسرائيل كتهديد ولا لجرائمها.
هذا بحد ذاته يفضح المنطق الذي قام عليه الاتفاق.
إذ كيف يمكن تجاهل إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل، وما يقترن به من جرائم إبادة؟
ثم لننظر مثلاً إلى المادة الثالثة: تقول إنّه في حال وافقت إسرائيل وحماس على الخطة،
فإن الحرب ستتوقف فوراً، ويتوقف الجيش الإسرائيلي عن هجماته، ويبدأ انسحاباً تدريجياً من غزة.
لكن: متى سيتم الانسحاب؟ وبأي شروط؟ ومن سيراقب تنفيذه؟
وماذا لو لم تنسحب إسرائيل؟ لا نجد جوابا واحدا.
أما إذا لم تلتزم حماس أو "الفصائل الغزّية الأخرى"، فالخطة تنص بوضوح على أنّ إسرائيل ستفعل "ما يجب فعله"، أي تدمير كل شيء
وهكذا تفرض الالتزامات فقط على الطرف الفلسطيني، بينما تترك إسرائيل دون أي قيود.
في الخرائط المرفقة بالاتفاق، يشار إلى خطوط انسحاب إسرائيل على مراحل، لكن دون تحديد جدول زمني
واضح أو آليات مراقبة.
بل يضاف إلى ذلك أنه بعد الانسحاب الجزئي، تقام "منطقة عازلة" بين غزة وإسرائيل تُقتطع مجددا من
أراضي غزة، رغم صغر مساحتها.
لنتذكر أنّ غزة لا تتجاوز 41 كم طولاً و15 كم عرضاً، أي ما يقارب 450 كم²، يسكنها أكثر من 2.2 مليون إنسان محاصرين في مساحة أصغر من بعض أحياء إسطنبول.
#نقاش_دوت_نت