كيف أوقعت حماس حكومة نتنياهو في مأزق سياسي ؟

‏خلاصة بيان حماس في الرد على خطة ترامب: نوافق، ولكن ..

البيان يركز على وقف القتال فورًا وإطلاق سراح الأسرى (حوالي 251 أسيرًا إسرائيليًا منذ 7 أكتوبر 2023)، مقابل إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، مع ضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل. لكنه يرفض بشكل غير مباشر بنودًا أخرى مثل نزع السلاح أو التنازل عن أراضٍ، ويؤجل الحديث عنها إلى ما بعد وقف القتال وإطلاق الأسرى وتسليم الجثامين.

‏حماس بطريقة موافقتها على " خطة ترمب " قلبت الطاولة على نتنياهو  : فهي لم تقبلها بحذافيرها و لم تُقدِم على تنازل استراتيجي بقدر ما مارست مناورة سياسية محسوبة ، 

فهي أولاً حيّدت ما استطاعت الضغط الأميركي والأوروبي من خلال وعد إطلاق الأسرى، لتغلق الذريعة الأساسية التي استُخدمت ضدها ،

وفي المقابل دفعت حكومة نتنياهو إلى مأزق سياسي ، فالتفاصيل الواردة في الموافقة على الخطة محرجة لائتلافه، ورفضها سيُظهر إسرائيل أمام جمهورها وكأنها هي من يعيق عودة أبنائها ،

أما الأبعد دلالة، فهو أن الحركة – رغم الحرب الوحشية المفروضة عليها – أعادت صياغة صورتها من جماعة محاصرة موعودة بالاستئصال إلى حركة تحرر وطني ذات خطاب سياسي قادر على اختراق المشهد الدولي ، 

خطوة معقولة ومحسوبة تكسر إلى حد كبير العزلة وتعزز شرعيتها السياسية أمام شعبها بالتنازل لهيئة فلسطينية مستقلة وتؤكد أن المقاومة لا تُقصي البراغماتية، بل يمكن أن تتكامل معها في إدارة الصراع وفق موازين القوى المتاحة .