من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

‏لا تخلطوا بين الوطن والحاكم

صقر الجبال
‏لا تخلطوا بين الوطن والحاكم


سألَتْه الصحافية: "هل تحب رئيس البلاد؟"

ابتسم وقال بهدوء: "وهل يُسأل المرء إن كان يحب هيئة الكهرباء أو مصلحة المياه؟"

ارتبكت الصحافية وقالت: "وما العلاقة؟"

فقال: "العلاقة يا سيدتي أن رئيس البلاد ومؤسسات الدولة جميعها، ليست مواضيعًا للحب أو الكره، بل أدوات لخدمة الناس، تمامًا كما هي السكك الحديدية أو المستشفيات أو البلديات."

ثم أضاف:

"حين تؤدي هذه المؤسسات واجبها، فإنها تستحق التقدير، لا الحب، وحين تقصّر، تستحق المحاسبة، لا الكراهية. فالحب هنا لا معنى له، ولا يجب أن يتحول الوطن إلى شخص، ولا الرئيس إلى صنم. نحن نحترم الأداء، لا الأشخاص. نحاسب المسؤول، لا نقدسه. ونطالب بالحق، لا نستجديه."

الوطن ليس وجوهًا تتغير كل بضع سنين، بل منظومة قوانين ومؤسسات تبقى وتتعلم وتُصلح أخطاءها.

أما الدول التي تربط مصيرها بالأشخاص، فمصيرها الزوال بزوالهم.

إن التصفيق لمسؤول لأنه بنى مدرسة أو مستشفى من أموال الناس، يشبه أن تصفق لجهاز الصراف الآلي لأنه سلّمك مالك. هذه ليست منّة، بل واجب.

احترموا عقولكم؛ فالإعلام في الدول الحية هو عين الشعب ولسانه، يراقب ويحاسب، أما في كثير من أوطاننا، فقد تحول إلى "زوجة رابعة" تُزيّن وتُجَمّل، ولا تجرؤ على مساءلة الزوج!

الدول لا تُبنى بالمشاعر، بل بالمؤسسات.

وحين نفهم هذا، سنكفّ عن عبادة الأفراد، ونبدأ في احترام الأوطان.