الملكة التي تنازلت للشعب ومؤسسات الديمقراطية عن الاستبداد

‏رحلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر 96 عاماً، اعتلت العرش في عام 1952م. استمر حكمها لأكثر من 70 عاما .كانت  ملكة المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وهي رئيسة الكومنولث وملكة 12 دولة أخرى.

في سبتمبر 2022، أثار نشر شهادة وفاة الملكة إليزابيث الثانية والتي أصدرته السجلات الوطنية في اسكتلندا  اهتمامًا عالميًا، ليس بسبب تفاصيل جديدة، بل لبساطتها ووقعها العميق. فقد كُتب اسمها الكامل: إليزابيث ألكسندرا ماري وندسور، ليذكّر الناس أن خلف التاج والألقاب كانت أيضًا فردًا من عائلة تحمل لقبًا مثل غيرها. كثيرون تفاجؤوا، إذ لم تُعرف يومًا إلا بلقب "الملكة".

‏لا اعتقد ان العالم شهد تشييعا اكبر من تشييع الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة ،لكن مالذي جعل امة تقف على قدميها عشرة ايام كاملة وهي تودع ملكة (دستورية لا تحكم فعليا)عمرها ٩٦ سنة وملكت لسبعين سنة 

هكذا هي الملكيات التي تنازلت للشعب ومؤسسات الديمقراطية عن ( الاستبداد )

المهنة سُجلت رسميًا: صاحبة الجلالة الملكة، في تجسيد لمسيرتها الطويلة في خدمة شعبها. 

أما لحظة الوداع فوثّقها السجل بدقة: 8 سبتمبر 2022، في قلعة بالمورال بأسكتلندا، مع سبب الوفاة: "الشيخوخة ".

لم تكن هذه المعلومات مخفية، لكن ظهورها على ورقة رسمية أعاد للجميع بديهة إنسانية بحتة: حتى أكثر الشخصيات أيقونية في التاريخ الحديث، حياتها الاستثنائية تختصر في سطور قليلة على وثيقة رسمية.

#نقاش_دوت_نت