
اتفاق غزة.. بين الهدنة والخديعة

تسليم الجثث يهدد بتفجير اتفاق غزة
الاحتلال وكعادته، ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مرتكباً 36 عملية قصف جوي ومدفعي، ما أسفر عن ارتقاء 7 شهــداء من المدنيين منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة، 10 أكتوبر 2025، وفقاً لتقرير مركز غزة لحقوق الإنسان
لم يكد يمضي على اتفاق غزة أيام، حتى بدت المرحلة الثانية منه على موعد مع العراقيل، فما بين جثث محتجزين إسرائيليين يصعب الوصول إليها، وملف نزع سلاح حماس، تقف خطة ترمب في منعطف عصيب، يهدد استكمال بنوده، ما جعل ترمب يهدد حماس صراحة بأنه إذا لم تضع سلاحها فسيتولى ذلك، بجانب تصريحه بأن إسرائيل يمكنها استئناف الحرب ضد غزة بكلمة من الرئيس الأميركي.
رغم الضجيج الإعلامي حول ما سُمّي «المرحلة الأولى من اتفاق إنهاء الحرب في غزة»، تبدو الحقيقة أبسط وأخطر: اتفاق هشّ يُخفي وراءه مناورة سياسية لإنقاذ إسرائيل من عزلتها لا لإنهاء الإبادة.
التهدئة المعلَنة تتضمن وقفًا جزئيًا للنار وتبادلاً محدودًا للأسرى، لكنها خالية من ضمانات حقيقية. فالتجربة مع إسرائيل، خصوصًا تحت قيادة نتنياهو، تُظهر أن الوعود تُستخدم لتخفيف الضغط الدولي ثم تُدفن تحت ذرائع “الأمن” و“الاستثناءات”.
نتنياهو اليوم لا يسعى إلى سلام، بل إلى النجاة السياسية: يريد كسب الوقت، تهدئة الشارع، تجميل صورته أمام واشنطن، وتجميد محاكماته. أما الولايات المتحدة، فتبحث عن مخرج انتخابي يُظهرها كقوة “سلام” دون أن تمسّ جوهر الدعم العسكري لإسرائيل.
النتيجة: اتفاق غامض، مؤقت، ومفتوح على الانتهاك في أي لحظة.
قد يمنح الفلسطينيين استراحة قصيرة من القصف، لكنه في جوهره اتفاق إنقاذ سياسي لإسرائيل أكثر من كونه خطوة نحو العدالة أو السلام.
#نقاش_دوت_نت