من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

حماس تنتقم من الخونة والجيش الإسرائيلي لا يعرف صلاحياته في غزة

القاهرة : " نقاش "
حماس تنتقم من الخونة والجيش الإسرائيلي لا يعرف صلاحياته في غزة


مسلحو حماس يطلقون النار على المعارضين دون عائق، وأيدي الجيش الإسرائيلي مكبّلة في ظل غياب تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار

 ذكرت صحيفة هآرتس طبقا  لشهادات جنود، يمكن من خلال المراقبة الميدانية رؤية أعمال العنف التي ينفذها مسلحو حماس داخل قطاع غزة، لكن التعليمات الصادرة للجنود واضحة: عدم التدخل.

وقال ضابط: "ما يجري هناك بدأ يشبه مجزرة. هناك عشرات القتلى ومئات الجرحى من أفراد العشائر الذين اشتُبه بأنهم تعاونوا مع إسرائيل".

حالة عدم اليقين بشأن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي لم تُحدَّد بعد بنوده النهائية بين إسرائيل وحماس، تثير ارتباكًا كبيرًا في صفوف الجنود داخل القطاع، وفقًا لما أدلى به قادة ومقاتلون.

وذكر ضابط أن قواته التي غادرت القطاع في الأيام الأخيرة شاهدت من مواقع المراقبة مسلحي حماس يطلقون النار على كل من حاول معارضتهم أو يُشتبه بتعاونه مع إسرائيل، إلا أن الأوامر تنص على عدم الرد إلا إذا تجاوز المسلحون "الخط الأصفر" – وهو خط الحدود الذي تراجع إليه الجيش مع بدء تنفيذ الاتفاق.

وقال الضابط: "ما يحدث اليوم في غزة لا يُصدق. بدأ يبدو كمذبحة حقيقية. هناك عشرات القتلى ومئات الجرحى من العشائر التي يُشتبه بتعاونها مع إسرائيل".

وأضاف أن الانتقال من قتال مسلحي حماس إلى تجاهل أفعالهم يترك الجنود في حالة عجز تام:

"بعد عامين من القتال، أن نجلس الآن ونشاهد على الشاشات مسلحي حماس ينفذون عمليات تطهير دون أي تدخل – هذا أمر صعب جدًا علينا، نحن القادة والمقاتلين. ليس بوسعنا أن نفعل شيئًا حيال ذلك. من يتوقع أن تساعد إسرائيل تلك العشائر فهو مخطئ – يبدو أن إسرائيل تركتهم ليواجهوا مصيرهم وحدهم.

ليس أنهم ملائكة، لكن من ظنّ أنهم سيشكلون بديلًا سلطويًا للجيش الإسرائيلي اكتشف خلال ساعات مدى عدم أهميتهم، ومدى حفاظ حماس على قوتها في القطاع"

ومن جولة على طول حدود القطاع، يتضح أن بالنسبة للجيش الإسرائيلي الحرب قد انتهت – على الأقل بالشكل الذي استمرت عليه خلال العامين الماضيين.

ففي مناطق الغلاف المحاذية للقطاع، شوهد الجنود وهم ينظفون المواقع العسكرية التي أُقيمت أثناء الحرب استعدادًا لإعادة الحياة الطبيعية للسكان.

وفي الوقت نفسه، أُعيد عدد كبير من جنود الاحتياط إلى منازلهم.

وقال نائب قائد كتيبة: "لا فائدة من إبقائهم في حالة انتظار داخل القواعد"، رغم أن معظمهم لم يُسرَّح بعد رسميًا من خدمة الاحتياط.

حاليًا، ينتظر الجيش المرحلة الثانية من الصفقة، التي ستُحدَّد فيها شروط عمل الآلية المشتركة التي ستشرف على تطبيق الاتفاق.

ولا يزال الجيش يجهل ما ستكون صلاحياته داخل غزة، وما ستكون صلاحيات القوة متعددة الجنسيات المقرر دخولها إلى القطاع.

وفي أجهزة الأمن لا يعرفون بعد ما إذا كان سيكون للجيش تفويض بمهاجمة حماس في حال خرقها للاتفاق، أم أن هذه الصلاحيات ستُمنح للقوة الدولية.

وقال ضابط رفيع: "التجربة السابقة تُظهر أن الاعتماد على القوات الأجنبية لا يجدي نفعًا".

وأضاف: "الجميع ينتظر ما سيُقرَّر في المفاوضات. في الوقت الحالي يُحضَّر لحفل إعلان إنشاء الهيئة الدولية، لكن بخلاف المراسم الجميلة، لا أحد يعرف فعليًا كيف ستعمل".

وفي الأثناء، عيّن رئيس الأركان اللواء يكي دولف مسؤولًا عن التنسيق مع القوة متعددة الجنسيات.

ومنذ انسحاب القوات الإسرائيلية خلف الخط الأصفر، تعمل قوات هندسة ومشاة كبيرة على تنظيف المنطقة المحاذية التي تعتزم إسرائيل البقاء فيها بعد انتهاء الحرب.

وطلب الجيش من المستوى السياسي تحديد بوضوح أنه لن يُسمح بوجود مدنيين فلسطينيين في هذه المنطقة، حتى لو استدعى الأمر التراجع بضع مئات من الأمتار الإضافية.

وقال ضابط مطّلع على التفاصيل:

"لن نقيم في غزة منطقة (ج) جديدة. يجب أن تبقى المنطقة العازلة منطقة أمنية فقط، دون أن يتحمّل الجيش مسؤولية عن السكان المحليين الذين قد يتحركون بمحاذاة الطرق القريبة منها".