
النضال الشعبي في القدس مقاومة متجذرة أم حراك منظم

صدر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشربيروت/عمان كتاب "مسيرة النضال الشعبي في القدس العاصمة "1910-2025 للكاتبة نائلة الوعري وهي مؤرخة متخصصة في تاريخ القدس الحديث والمعاصر
والكتاب ثمرة عمل بحثي إمتد على مدى أكثر من عامين، ويُوثّق مسيرة النضال المدني والشعبي في القدس، ضمن سياقها التاريخي، من الاحتلال البريطاني إلى اللحظة الراهنة. ١٩١٧-٢٠٢٥م
~ يسعى الكتاب إلى تقديم قراءة تأريخية وتحليلية لمسارات المقاومة الشعبية في القدس، عبر سبعة فصول، تتناول في الفصل الأول الميدان الذي شكل جغرافيا النضال في القدس ، ومن ثم المرتكزات،التي استند عليها فعل المقاومة ، والبنى التي أسهمت في ترسيخ الوعي الجمعي المقدسي بأهمية الصمود والنضال الشعبي ، واهم وسائل النضال وأدواته التي استخدمها المقدسيون في مقاومة الاحتلال ، والدور الجماهيري والمؤسساتي التي تحملت عبء المواجهة في ظل غياب سلطة حاكمة عن المدينة وتم رصد عينات ومعارك سلمية تتجه احيانا لمواجهات شعبية عنفية ،
توثق هذه الدراسة قرنًا من النضال الشعبي المقدسي، من ساحات الاعتصام إلى ميدان المواجهة المدنية والسياسية، مستندًا إلى وثائق وشهادات وقراءات تحليلية معمّقة.
يُبرز الكتاب الدور الحيوي الذي لعبه المجتمع المقدسي – أفرادًا ومؤسسات في مقاومة سياسات الاحتلال والتهويد، ويقدم صورة بانورامية دقيقة لواحد من أطول حركات الصمود الحضاري في تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر
نائلة الوعري
يتميز النضال الشعبي في القدس بأنّه مقاومة متجذّرة في الوعي الجمعي أكثر من كونه حراكًا منظّمًا. هو فعل يومي تتوارثه الأجيال، ويتّخذ أشكالًا مختلفة حسب المرحلة: من الرباط والمجاورة في المسجد الأقصى والدفاع عنه كما حصل في رفض المقدسيين، وتفكيك الكاميرات والأبواب الإلكترونية، والصمود أمام مصادرة البيوت مثل "الشيخ جراح"، وغيرها من النشاط الثقافي والاجتماعي الذي تقوم به الاتّحادات والنوادي وطلبة المدارس.
هذه الخصوصية نابعة من أنّ المقدسيين وجدوا أنفسهم دائمًا في قلب الصراع، لكنّهم تمسّكوا بالأساليب السلمية والمدنية لحماية مدينتهم، رغم اختلال موازين القوّة. إنّه نضال يؤمن بأنّ الثبات في الأرض، والبقاء في الحيّ، والتعليم، وحماية الذاكرة – هي جميعها أشكال مقاومة لا تقلّ أهمّيّة عن المواجهة المباشرة.
#نقاش_دوت_نت