من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

إسهام المثقفات الإفريقيات في المشهد الأدبي العالمي

القاهرة : د. مصطفى رياض
إسهام المثقفات الإفريقيات في المشهد الأدبي العالمي

صوت المثقفة الإفريقية: 'راجية السعيد' تُعيد رسم خارطة الفكر ما بعد الكولونيالي



نوقشت بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها، بكلية الآداب، جامعة عين شمس، رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحثة راجية السعيد، المدرس المساعد بالقسم، لاستكمال متطلبات درجة الدكتوراه،

تولي الدراسة عناية بالغةبإعادة قراءة أعمال الناقد فرانز فانون مستهدفة تسليط الضوء على أعمال روائية لأربع كاتبات إفريقيات؛ ومنهن رضوى عاشور وميرال الطحاوي. وقد توصلت الباحثة إلى جملة من النتائج المحورية التي تضع الدليل القاطع على استمرار أهمية فانون في الفكر المعاصر، كما تولت إبراز إسهام المثقفات الإفريقيات وما خلفنه من أثر في المشهد العالمي، بخاصة مع التركيز على دور الهجرة في البحث عن الهوية في سياقات ما بعد الاستعمار. فضلا عن تقديمها رؤية نقدية تدعو إلى فهم أشمل لظاهرة الثقافة وخصوصا في نضال المثقفات الأفريقيات في توحيد الرؤى والأصوات ضمن الإطار الأوسع للمشهد الثقافي الإفريقي.

لقد وقفت الدكتورة شيرين الشوري في مناقشتها للطالبة على محاور مهمة تتصل جميعها بالمشهد المتصل بالأدب الإفريقي، وقرار المؤلفات استخدام اللغة الوطنية أو لغة المستعمِر، كذلك أولت ظاهرة "ما بعد بعد الكولونيالية" اهتماما بوصفها أدبا قائما بذاته، ليس مجرد رد فعل للكولونيالية. وتوقفت عند أن التحرر لا يعبر عن نفسه بالكفاح المسلح وحده، بل ينبغي له أن يتجلى في مجال الأدب. ثم تحولت إلى ظاهرة "الأفرقة" و "إعادة الأفرقة" و "العودة إلى الجذور"، فناقشتها مناقشة دقيقة. وبعد ذلك، انتقلت لدراسة فكرة "التمثل الثقافي في مواجهة الهجنة"، وما يتصل بها من موقع مصر من المشهد الإفريقي. كما عنيت ببيان مدى تأثر الترجمة الإنجليزية لرواية رضوى عاشور ورواية ميرال الطحاوي بقيام مترجمين أجانب لهما. ولم تغفل عن مسألة "الاغتراب" التي تعاني منها الروائيات الإفريقيات. وأشارت إلى مغزى عنوان رواية أطياف لرضوى عاشور، من حيث أن أحد معاني "الطيف" هو الذكرى والذكريات. وكذلك رأت أن شجر بطلة الرواية تحيل إلى مفهوم جذور الشجر الثابتة.

ثم ناقشت أ.د. فاتن مرسي الباحثة، فدعتها إلى النظر في استخدام بديل لكلمة female intellectual التي تحيل إلى سمة بيولوجية وتؤكد الثنائية بين الرجل والمرأة؛ الأمر الذي يطمس إنجاز المرأة بوصفها كائنًا مستقلا. وسألت الباحثة عن مغزى اختيارها لروايتي رضوى عاشور وميرال الطحاوي. وردت الباحثة أن كلتيهما تعمل في المجال الأكاديمي، وأشارت الدكتورة فاتن مرسي إلى سحر الموجي التي تنطبق عليها السمة نفسها. ثم انتقلت إلى مناقشة حيرة المثقف في مواجهة مشهد ما بعد الاستعمار؛ حيث لا يعاني من الاستعمار المستحدث وحده، وإنما من نظام داخلي يعيد إنتاج المشهد الاستعماري. وبالنسبة لاستخدام الأفارقة للغات الأفريقية الأصلية، أشارت إلى حالتي كاتب ياسين، وثجونجو في كينيا، وهي مسألة تحيل إلى علاقة الأدب باللغة. وأشارت إلى أطياف رضوى عاشور التي جمعت بين الذاكرة والتاريخ الثقافي لمصر. وأنهت المناقشة بالنظر في مصطلحي glocality و transculturation.

وقد عرضت راجية السعيد رؤيتها بوضوح في استجابتها لمحاور المناقشة. وحصلت على درجة الدكتوراه في الآداب بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بتبادل الرسالة بين الجامعات.

وتشكلت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من أ.د. فاتن إسماعيل مرسي (عضوًا ورئيسًا)، و أ.د. شيرين مظلوم (مشرفًا)، وأ.د. شيرين الشوري (عضوًا)، و أ.د. دعاء إمبابي (مشرفًا).بإشراف أ.د. شيرين مظلوم، وأ.د. دعاء إمبابي.