800 مليون شخص عالميا مهددون بالجوع منهم 66 مليون بالمنطقة العربية
نظمت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة(الفاو)، احتفالية بمناسبة يوم الأغذية العالمي 2025، وهو الحدث الذي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة (الفاو)، حيث سلط الحدث الضوء على الدعوة إلى التعاون العالمي لبناء مستقبل يسوده السلام والاستدامة والازدهار والأمن الغذائي، من خلال تضافر الجهود بين الحكومات والمنظمات والقطاعات والمجتمعات.
وشهد الاحتفال حضور عدد من قيادات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والوكالات الشقيقة للأمم المتحدة، وشركاء التنمية، وشركات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، والجهات الأكاديمية، كما أبرز الحدث قضايا محورية، تشمل الدور الحيوي للتغذية في معالجة العبء الثلاثي لسوء التغذية، وأهمية الابتكار وحلول الأعمال الزراعية في التغلب على التحديات التي تواجه القطاع الزراعي.
وأشار علاء فاروق وزير الزراعة إلى أن هذا الاحتفال يأتي في ظل تحديات كبرى تواجه نظم الغذاء عالمياً، كالتغير المناخي وندرة المياه والاضطرابات الاقتصادية،
وشدد فاروق على أهمية تعزيز التعاون مع شركاء التنمية والنجاح، وعلى رأسهم الفاو، كما أوضح أن وزارة الزراعة، تعمل على تعزيز شراكاتها مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي والعديد من المؤسسات الدولية والإقليمية لتنفيذ مشروعات مشتركة، حيث تهدف هذه المشروعات إلى تمكين صغار المزارعين وخاصة الشباب والمرأة الريفية، وتحسين التغذية المدرسية، وتطوير نظم الإنتاج المستدام، ورفع كفاءة سلاسل القيمة الزراعية.
وأشار الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، إلى العلاقات التاريخية الممتدة بين الفاو ومصر منذ تأسيس المنظمة تقريباً، حيث افتتح أول مكتب إقليمي لها خارج روما في القاهرة بعد عام واحد فقط من التأسيس، كما أثنى على التعاون الوثيق والمستمر بين المنظمة ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والوزارات الأخرى ذات الصلة مثل الصحة والموارد المائية والبيئة ومراكز البحوث.
و سلط الواعر الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الأمن الغذائي عالمياً وإقليمياً ومحلياً، مشيراً إلى أن حوالي 800 مليون شخص عالمياً مهددون بالجوع، منهم حوالي 66 مليون في المنطقة العربية، والسبب الرئيسي لذلك هو النزاعات المسلحة التي تؤثر أيضاً على الدول المجاورة مثل مصر.
وأشار المدير العام المساعد للفاو، إلى تزامن ذلك مع الزيادة السكانية وتأثيرات التغيرات المناخية التي تزيد من ندرة المياه، كما أشاد بجهود مصر رغم طبيعتها ومحدودية أراضيها الزراعية، مؤكداً أن مصر تنتج كمية حبوب توازي ما تستورده، وأن التحدي في مصر كبير نظراً لعدد سكانها الكبير، معتبراً نجاح مصر مؤشراً على إمكانية النجاح في أي مكان. واختتم بالإشارة إلى الرؤية الاستراتيجية للفاو التي ترتكز على أربع أولويات: إنتاج أفضل، تغذية أفضل، بيئة أفضل، وحياة أفضل دون ترك أي أحد خلف الركب.
وأكدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان للتنمية البشرية والسكان، أن الغذاء حق إنساني وأساس للتنمية والاستقرار، مشددة على ارتباط المستقبل بالتغذية السليمة، حيث أن سوء التغذية يؤثر سلباً على القدرات الذهنية والجسمانية ويورث جينات سلبية، وقالت إنه على الرغم من التحديات العالمية وارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية والأنيميا في مصر، أدركت الدولة المصرية أن الأمن الغذائي أمن قومي، فحققت إنجازات في زيادة إنتاج الحبوب والقمح والسكر وخفض الواردات، كما أطلقت وزارة الصحة والسكان، بتوجيهات رئاسية، المبادرة الرئاسية للألف يوم الذهبية والإستراتيجية الوطنية للتغذية والغذاء، والبرنامج القومي للوقاية من التقزم وسوء التغذية تحت شعار "هنتغير"، بهدف تقليل معدل التقزم بنسبة 25٪ حتى عام 2027 عبر تعزيز الوعي والممارسات الغذائية السليمة وصحة الأم.
وعلى هامش الإحتفالية، عرض عدد من طلاب الجامعات المصرية أفكارهم المبتكرة في مسابقة "FAOJect" السنوية التي تنظمها الفاو، حيث شملت الابتكارات الفائزة: فريق "Genovator" من جامعة الزقازيق، الذي قدم فكرة تحويل نبات ورد النيل إلى "هيدروجيل" صديق للبيئة و"حبيبات البيوتشار" لزيادة خصوبة التربة؛ فريق "Zen" من جامعة طنطا، والذي عرض تطوير محركات أيونية فضائية مستدامة؛ وفريق "Scape Tech" من جامعة طنطا، الذي قدم مشروع "Smart Raft"، وهو منصة زراعية ذكية طافية تستخدم الطاقة الشمسية وحساسات إنترنت الأشياء لمعالجة مشكلة تملح التربة ونقص الأراضي الزراعية في مصر.
#نقاش_دوت_نت
