من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

رجل السويس.. كرامة المصري في مشهد أبكى القلوب وأيقظ الضمائر

أحمد نيازى الشريف
رجل السويس.. كرامة المصري في مشهد أبكى القلوب وأيقظ الضمائر



لم تفقد مصر العظيمة يومًا معدنها الأصيل، ولم تتبدل شهامة أبنائها مهما تغيرت الأزمنة، هذا ما أثبته المشهد المؤلم الذي هزّ الشارع المصري خلال الساعات الماضية، بعد تداول مقطع فيديو لرجل مسنّ من محافظة السويس، تعرّض لاعتداء جسدي مهين من شاب في مقتبل العمر، لم يراعِ كِبر سنه ولا مقامه كأب.

فالقصة بدأت حينما حاول الشاب طرد المسنّ وأسرته من شقتهم المستأجرة، رغم التزام الرجل بسداد الإيجار الشهري لهم بانتظام، لأنه هذه الشقة يمتلكها والد هذا الشاب المعتدى على المسنّ، وبشهادة جميع الجيران على نزاهته وأخلاقه الرفيعة، لكن ما أثار الغضب العام أن الشاب لم يكتفِ بالمطالبة بالإخلاء، بل تطاول باليد على وجه الرجل المسنّ في مشهد صادم، يتنافى مع كل القيم الإنسانية والمصرية الأصيلة.

سرعان ما انتشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، ليُشعل موجة واسعة من الغضب والتعاطف مع “رجل السويس”، الذي أصبح رمزًا للكرامة المهدورة ووجع الآباء المظلومين، حيث غمرت التعليقات مواقع السوشيال ميديا بالدعاء له والمطالبة بحقه، وتحوّل الحزن إلى مطلب شعبي بضرورة محاسبة الجاني.

وفي مشهد يبعث بالطمأنينة في نفوس المصريين، جاء التحرك الرسمي سريعًا؛ إذ وجّهت القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إنصاف الرجل المسنّ، واتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة ضد الجاني، تأكيدًا لمبدأ العدالة وأن لا أحد فوق القانون.

وبالفعل، لم تمر ساعات حتى تم القبض على المعتدي والتحقيق معه، لينال جزاء ما اقترفته يداه حيال هذه الواقعة في حق رجل لم يحمل سوى الضعف والرضا والصبر.

إن هذا الموقف المؤلم أعاد إلى الواجهة الوجه الحقيقي للمجتمع المصري، الذي لا يقبل الظلم، ولا يتخلى عن قيم الشهامة والنخوة، مهما حاولت القسوة أن تزاحمها وتسيطر عليها، فبين دموع التعاطف وغضب الشارع، برزت مصر التي تعرف قدر الكبير وتحمي كرامة الإنسان، لتؤكد أن الحق لا يضيع مادام هناك ضمير حيّ وشعب لا يرضى بالمهانة.