من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

أسد القادسية

القاهرة : خالد شحاتة
أسد القادسية




نحن اليـوم على موعدٍ مع رجلٍ من الرجـال الأفـذاذ الأتقيـاء الأنقيـاء الذين يَندر وُجودهـم في أي أمـة من الأُمَـم على مـدى العصـور والأزمـان

نحن على مَوعـدٍ مع القائـد الفـذ والبطل الشُجـاع والفارس المقـدام

أسـدُ القادسية وفـاتح المدائـن ومطفـئ نار المجـوس المعبـودة من دون الله

حديثنـا اليوم  عن : أبو إسحق سعد بن أبي وقـاص  ـ رضـي اللـه عنـه ـ

‏كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من أكرم فتيان مكة نسبًا وأعزهم أمًا وأبًا، وهو من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتز بذلك. 

كان رضي الله عنه حين أشرق نور النبوة في مكة شابًا ريان الشباب، رقيق العاطفة، كثير البر بوالديه، شديد الحب لأمه خاصة.

أسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو في السابعة عشر من عمره .. وكان من أوائـل الذين دخلوا إلى هذا الدين العظيم فتشرفوا بحملِه وَنشرِه والدفاع عنه. 

وكان سعد يقول : ما أسلم أحدٌ في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثـت سبعة أيام وإني لـَثـُلـث الإســلام

لكن إسلام سعد لم يَمـرَّ سهلاً هينـاً وإنما تعرض هذا الفتى المؤمن لإبتـلاءات وإمتحانـات فصبـر وثبــت ولم يتزحزح رضي الله عنه

كـان ذلك الإختبـار من أشـد أنـواع الإختبارات وبلغ من شدته أن أنزل ربُّ العـزة جـلّ جلاله فيـه قرآنـاً يتلى إلى يوم الدين. 

فعن أبي عثمان أن سعداً قال :

نزلت هذه الآية فيَّ : " وَإِن جَاهَدَاكَ لِتشْركَ بي مَا لَيسَ لك به عِلمٌ فَلا تُطِعهُما.. "

قال : كنت بـرّاً بأمي فلمّا أسلمت قالت : يا سعد ُ!!

ما هذا الدين الذي أحدثت?

لتدعنَّ دينـك هذا أو لا أكلُ ولا أشربُ حتى أمـوت فَتُعَيـر بي فيقال : يا قاتل أمه ..!!

إنه إمتحان صَعب وإختبار مُعقد 

عليه أن يختار ..!!

إمّا والدته ، ، القلبُ الحنـون والحضن الدافئ

التي رَبتــه وَسَهـرت الليالـي الطِوال من أجلِـه

وإمّا دينـه الذي دخل إليـه حَديثـاً

فماذا كان سيكـون موقفي وموقفـك لو وُضِعنـا في نفـس مكان سعــد.. !!

أخذاً في الإعتبـار أن الدين يومئـذٍ كان مُستضعفـاً والمسلمـون قَليلـون وَمستضعَفون والذي يَدخل إلى هـذا الديـن سَيواجــه أهلـه وقبيلتـه بل ومدينتـه جمعـاء ..!!

قال سعد : لا تَفعلي يا أمي إني لا أدعُ دينـي هذا لشئ

فمكثـت أُمُـه يومـاً لا تأكـل ولا تشرب وأصبحت وقد جُهــدت

وهي تتمنى أن يَحنّ قلـبُ إبنهـا عليها فيتراجع عن دينـه هذا

ولكن يا صديقي هذا حالي وحالُك.. !!

أما هؤلاء العظمــاء فوالله لـو جُمعـت الدنيـا لهم وخُيروا بينها وبين دين الله لاختاروا هذا الدين. 

ومع حديث إسلامِهم وَصِغر عُمرِهم لكن الإيمان في قلوبهم أمثال الجبــال.. !!

يـا ربّ فابعث لنا من مثلهم نَفـراً

يُشَيـدون لنـا مَجــداً أضعنـــاه

 قال سعد : فلمّا رأيتُ ذلك قلت : يا أمـــه.. !!

تعلميـن .. والله لو كانت لك مائـةُ نفسٍ فخرجت نفسـاً نفسـاً ما تركتُ ديني.

إن شئـتِ فكُلـي أو لا تأكلـي

فلما رأت أُمُـه ذلك أكلـت. 

وإن حدثتني عن عظمة سعد بن أبي وقاص فَسوف َأُحدِثـُك عن عظمـة ديــن سعـد

هذا الدين الذي يُوصيك بالإحسان إلى والديــك وإن كانـا كافريـن مع عدم طاعتهما في منكر

وأي منكر أعظم من الشـرك بالله...!!

هذا الدين الذي تعرض لحمـلات وحمـلات لإستئصاله وتوقيف تمدده لكنـه باقٍ ويتمدد ولن يدع بيتـاً إلا وسيدخله بعزِ عَزيزٍ أو بذُلِ ذليل.

#نقاش_دوت_نت