من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

أين التسلسل الدرامي في احتفالية المتحف ؟

نقاش
أين التسلسل الدرامي في احتفالية المتحف ؟

جزء من قيمة أي منتج مرئي هو "وحدة الموضوع"، والتسلسل الدرامي له، بمعني ادق أنت بتعمل ايه او بتقدم اية، وايه تسلسل الاحداث اللي هيدي بدوره لأننا نفهم ايه اللي بيحصل وحصل إزاي.

في موكب المومياوات الملكية، كان فيه وحدة موضوع وتسلسل درامي واضح، مجموعة من المومياوات الملكية بتسير في شوارع القاهرة من المتحف القديم بميدان التحرير وصولا إلى المتحف القومي للحضارة، وتم تزيين الشوارع احتفالا بيهم، وعمل استعراضات ورقصات وموسيقي مصاحبة للحدث، ثم بنوصل للحظة الحاسمة وهي لحظة استقبال رأس الدولة – الرئيس السيسي – للموكب.

فكرة بسيطة تم تنفيذها بشكل بسيط ومنظم، باستخدام موسيقي فخمة، وساعد على كدة ان الإخراج كان عنده مساحة وفهم للموضوع فخرج الموضوع واضح وكلنا ساعتها فهمنا الحدث، وعرفنا شكل الناس اللي شاركت بما فيهم العازفين والمخرجين.

في حفل المتحف الكبير، كان فيه "بهوقه" شوية، أولا فكرة العرض نفسه مش واضحة، احنا مش فاهمين ايه اللي بيحصل، مش عارفين الفكرة ايه، ولا عارفين التسلسل الدرامي للأحداث، عندنا استقبال رسمي للحضور على مستوي الرؤساء، ودا برتوكوليا مقبول لأن رأس الدولة حاضر فطبيعي يستقبل الضيوف بنفسه، خصوصا الرؤساء والملوك واولياء العهد.

كلمة للرئيس، ودا امر مقبول ومطلوب احتفالا بالمتحف، وكانت كلمة جيدة جدا.

ثم لخبطة غير مفهومة، تتضمن صرف كتير جدا في العاب نارية ودرونز وتفاصيل كتير قائمة على الإبهار دون موضوع واضح، او تسلسل درامي منطقي، ساعد على كدة يمكن ان مفيش سكربت واضح للحفلة او فكرة من وراء الحفلة نفسها ودا أمر غريب جدا، لان حفلة بحضور الرئيس ورؤساء دول تانية، بكل تأكيد اتعمل ليها سكربت ومعالجة وكل التفاصيل، ليه دا لم يتحول إلى منتج بصري نهائي مقبول، فدا مش واضح حتي الآن.

ولكن فيه مؤشرات غريبة زي مثلا كادرات كتير بيتم تقطعها بسرعة جدا، لدرجة اننا مش فاكرين شكل حد من العازفين او المغنين، يمكن بس ياسمينا العبد علشان ظهرت اكتر من مرة.

باستثناء ياسمينا، مش هتفتكر أي حد من العازفين او المطربين، هتفتكر بس لقطات سريعة بتقطيع حاد بدون أي سياق ليها، مطربة بتغني على المسرح، والكاميرا جايبه حاجة تانية، تركيز على حضور مش مطلوب ان يتم التركيز عليهم.

اغرب شيء بالنسبة ليا في الحفلة كلها كان الظهور الإجباري لكادر الأستاذ عصام السقا، فيما حول الحفل إلى مسلسل رمضاني، وهو ما شاء الله عليه لا قبول ولا كاريزما ولا موهبة.

الحفل كان ممكن يبقي احسن بكتير، والاستعراض اللي ظهر فيه الأديان والإنشاد كان لطيف جدا، وهشام نزيه عمل موسيقي حلوة جدا، وعزف احفاد عبدالرحمن أبو زهرة كان جميل، والاغنية النوبي كانت حلوة، ولكن للأسف الإخراج خسف بيهم الأرض، فمش هتفتكر أي حاجة عنهم لانهم اتحرقوا في لقطات مسجلة او ظهور لشخصيات غير مطلوب ظهورها زي عصام السقا.

كل يوم بتأكد ان مصر فيها مواهب كتير، وتقدر تعمل كتير، بس اللحظات اللي زي دي، اللي الاحتفال الشعبي البسيط، عربيات امام المتحف بتزمر وناس بترقص في الشارع كانوا اجمل وافخم من احتفال "مبهوق"، كان ممكن يبقي حديث العالم كله.