من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

لماذا لا تغفر المرأة للرجل الذي يرفضها ؟

القاهرة : " نقاش "
لماذا لا تغفر المرأة للرجل الذي يرفضها ؟

‏يبدو أن الشرارة الكيميائية بين الكراهية والانجذاب لا تعترف بالمنطق — كما لو أن صدفة الحادث المروري كانت قدرًا فيزيائيًا قبل أن يكون عاطفيًا.

‏"أعتقد أن العلاقات الناضجة لا تتجاوز مرحلة التناقض العاطفي (postambivalent)، بل تظل عالقة فيها، عالقة ما بين الحب والكراهية، ولكن يبقى الحب هو القوة السائدة التي تتغلب على الكراهية." — أوتو كيرنبرغ

كيرنبرغ هُنا يرى أن العلاقات الناضجة تتقبل وجود ازدواجية في المشاعر بين الحب والكراهية تجاه الشريك العاطفي وتتعايش معها. فالنضج في الحب لا يكمن في القضاء على التناقضات، بل في القدرة على تقبل وجود مشاعر متضادة تجاه الشخص ذاته (مثل الكراهية)، دون أن تتزعزع العلاقة أو تنهار. تقبّل لعيش الصراعات العلائقية الطبيعية بسلام، حيث يظل الحب هو القوة السائدة التي تتيح للعلاقة أن تتعمق وتنمو، حتى في وجه المشاعر السلبية التي قد تظهر بين الحين والآخر.

‏حين ترفض انثى... فأنت لا تجرح كرامتها، بل تهدم وهم النرجسية في عقلها!!! 




الأنثى لا ترى نفسها كما نراها.

 هي ترى ذاتها من الداخل كـعملة نادرة.

كل رجل لا يسعى لها، إهانة لبرمجة عصبية تُقنعها أنها مخلوقة لتُلاحق لا لتُتجاهل.


المشهد الترند للمرضة التي صَفعت الطبيب لأنه لم يخطبها، ليس حدثًا غريبًا كما يراه البعض.

بل هو مرآة لغريزة مهانة... مشاعر أنثى تم كسر توقعاتها البيولوجية. وهذا هو جوهر القصة.

1. الغريزة التي لا تُسامح الرفض

علميا الأنثى مبرمجة بيولوجيًا منذ آلاف السنين على أن قيمتها مرتبطة بمن يسعى خلفها.

ومن يرفضها، فكأنما أعلن إفلاسها التناسلي، وخروجها من سوق الانتقاء الطبيعي.

الرجل يرفض المرأة؟! هذه ليست مجرد صدمة... بل فضيحة فطرية. ليست خسارة رجل، بل انهيار صورة الذات و خروج من سوق العلاقات. 

2. لماذا لا تسامح المرأة الرجل الرافض؟

لأن غريزتها لا تعرف المنطقة الرمادية. الرفض = إقصاء = عار داخلي.

الدراسة المنشورة في Journal of Personality and Social Psychology تشير إلى أن النساء أكثر حساسية للرفض الاجتماعي، ويرتفع لديهن معدل النشاط في منطقة anterior cingulate cortex المرتبطة بالألم النفسي حين يُرفضن، مقارنة بالرجال.

3. لماذا العنف أو الفضح؟

المرأة لا تواجهك كخصم... بل كخائن لسيناريو كانت قد رسمته في ذهنها. لذلك تستخدم أكثر أدوات الانتقام النسوي فاعلية: الإذلال الاجتماعي.

إما أن تؤذي صورتك، أو تهين رجولتك، أو تشوه هيبتك.

صفعة أمام الناس = محاولة لاستراداد كرامتها على المسرح العام، بعدما مُزقت في الكواليس.

4. لماذا تنتقم بعض النساء إن لم تُختر؟

لأن المرأة بطبيعتها لا تقبل أن تكون مجرد خيار لم يُفعل. لا تحتمل أن يراها رجل، ثم يتجاوزها.

في نظرتها المتمركزة حول ذاتها هي لم تُخلق لتُستبعد... بل لتُختار.

5. في عالم اليوم... تضاعف الألم

في الماضي، كانت الأسرة تردع، والدين يُهذب، والمجتمع يردّع الغريزة بأنظمة أخلاقية.

أما اليوم، فوسائل التواصل صارت ساحة مفتوحة لاستعراض الانتقام، وإشباع الرغبة الغريزية في استعادة الهيمنة و القيمة أمام جمهور المتابعين .

فالأنثى التي صُدمت برفض رجل، صارت تملك منصة لتفضحه أمام آلاف، فقط لتشعر بلحظة تفوق مزيف.

إذن : 

الرفض لا يقتل المرأة، لكنه يقتل وهمها أنها لا تُرفض. ولذلك، إذا لم تكن مهيأة نفسيًا لقبول النتيجة... فهي ستنتقم لا لأنها تحبك، بل لأنها لا تتحمل أن لا يحبها أحد.

وهنا الفرق بين من يحب... ومن يتمركز حول ذاته.