رؤى الأحلام
تحل ذكراها الثالثة.. ذكرى الغالية حنان، شريكة العمر الذي قضيناه معًا وشريكة الأيام الباقية من عمري، تأتي في المواعيد، كما كانت تخطر في ليالي الأحلام، أعانقها.. أعانق فيها الأمل الباقي في رؤيتها مرة أخرى، فأجمل ماتعطيه الحياة بعد الحقيقة رؤى الأحلام..
كنت قد قلت لزائري الذي يأتي بالمصادفة: تُرى هل ألقاها ثانية؟ قال.. نعم، بكل تأكيد.. وفرحت بيني وبين نفسي، وتمنيت ومازلت أن يتحقق هذا الأمل الوحيد الباقي..
وتمنيت وسأظل أتمنى من الله أن يشفي كل مريض ويواسي كل محزون، ومازلت وسأظل أتمنى وأدعو وأرجو الله الرحمن الرحيم أن يخفف الكرب عن مرضى الألم، فقد عشت التجربة إلى جوار المريضة التي كانت وستبقى أغلى الناس عندي، وراحت فيمن راحوا، وقيل لي إنها الرحمة، وقال لي طبيبها إنها الآن في عداد الشهداء؛ لأن مرضها فردوسي، وجنة الرحمة هي مستقر روحها، وكلام كثير سمعته وأستعيده كثيرًا عندما تثقل وطأة ذكرى الساعات الصعبة..
كانت حنان بطلة وصبورة وقوية وشجاعة وراضية بقضاء الله وقدره وهي في عز الألم ومحنة المرض العضال، وكنت أستمد منها العزم والصبر، رغم لحظات الألم العصيبة التي كانت تمر بها، فتصرخ وترجوني أن أريحها.
وكنت أقف حائرًا وعاجزًا وخائفًا وتائهًا حين كانت تطلب مني أن افعل أي شيء.. أن أقتلها، لكي ترتاح، وتمنيت لو متً واستراحت هي، ودعوت الله كثيرًا أن أعوضها بروحي وأن أموت فداء لحياتها، فقد كانت أصغر سنًا وأكثر أملًا وطموحًا وطيبة ونقاء وإنسانية.. والآن فقد ذهبت..ذهبت بعد أن انتهيت أنا قبلها.. الباقي الآن هو الذكرى الطيبة، والأمل في الرحمة..
#نقاش_دوت_نت
