لماذا يثق الجهلاء ويتردد الخبراء ؟
المعرفة تنقذك والجهل يسقطك
في عالم المال والأعمال، المعرفة ليست قوة فحسب، بل هي درعك الواقي. أنت لا تفلس لأن السوق سيئ، بل لأنك لا تعرف قواعد اللعبة. كل ساعة تقضيها في التعلم هي استثمار في أمانك، وكل خطأ مالي ترتكبه هو نتيجة مباشرة لجهل كان يمكنك تجنبه. لا تجعل الجهل هو الأغلى ما تدفعه في حياتك.
الفكرة التي يصوّرها الرسم البياني أن التوازن الحقيقي بين المعرفة والثقة لا يتحقق عند الإفراط في أيٍّ منهما، بل عند نقطةٍ دقيقة يسميها المنحنى منطقة التواضع المثلى. فحين تزداد المعرفة دون تواضعٍ كافٍ، نصعد إلى «منطقة الغطرسة» حيث الإيمان بالرأي يفوق عمق الفهم.
وحين يقلّ اليقين رغم المعرفة، ننحدر إلى «منطقة عدم الأمان» حيث يشلّنا الشكّ المفرط. أما المسار المتزن فهو ذاك الذي يرتفع فيه اليقين بقدر ما تنمو المعرفة—ثقةٌ راسخة لكنها متواضعة، تعرف حدودها دون أن تتراجع عن حقيقتها
هذا هو جوهر تأثير دانينغ-كروغر: الجهلاء يثقون لأنهم لا يعرفون حجم ما يجهلون، والخبراء يتردّدون لأنهم يُدركون اتساع ما لم يُدركوا بعد. الحكمة إذن ليست في تعظيم المعرفة وحدها، بل في مواءمتها مع الوعي بحدودها.
#نقاش_دوت_نت
