ماذا يعني انتصار ممداني في نيويورك؟
في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كانت الولايات المتحدة تعيش أجواء الانتخابات الرئاسية التي انتهت بمنح الناخبين ولاية ثانية للرئيس دونالد ترمب. واليوم، يعيش الأمريكيون تداعيات تلك المعركة السياسية ويستعدون لجولة جديدة من "الانتخابات غير الرئاسية "التي من المتوقع أن تقدم مؤشرًا مهمًا على توجهات الرأي العام قبل انتخابات عام 2026.
ورغم أن هذه الانتخابات لا تحظى عادة بنفس الزخم الذي يصاحب السباقات الرئاسية، فإن نتائجها في ولايات كبرى مثل نيويورك و كاليفورنيا ونيوجيرسي وبنسلفانيا وفرجينيا قد تحمل دلالات سياسية عميقة، سواء للحزب الديمقراطي الذي يسعى لإظهار بعض الزخم بعد إخفاقاته الأخيرة، أو للجمهوريين الذين يطمحون إلى ترسيخ مكاسبهم بين الناخبين الشباب والأقليات.
في نيويورك وهي المدينةٍ التي تشتهر بانشغالها بالقضايا المحلية، تأتي انتخابات عمدة نيويورك هذا العام مختلفة تمامًا، إذ تهيمن عليها القضايا الوطنية والعالمية.
المرشح الشاب زهران ممداني، عضو الجمعية التشريعية في الولاية، أحدث مفاجأة كبيرة بفوزه على الحاكم السابق أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية، بفضل برنامجه الداعي إلى جعل المدينة ميسورة التكلفة للطبقة العاملة. إلا أن خلفيته السياسية كعضو في جمعية"الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا"وانتقاداته السابقة لإسرائيل في حربها مع حماس أثارت قلق بعض الديمقراطيين المعتدلين في الضواحي حتى أن باراك أوباما اتصل عليه ولم يؤيده علنا حتى الآن ، رغم أنه كان في ولاية نيوجيرسي لحضور تجمع انتخابي طارئ لصالح مرشحة الحزب لمنصب حاكم الولاية ميكي شيريل في كلية إسكس كاونتي المجتمعية بمدينة نيوآرك، لكنه لم يتوجه إلى مدينة نيويورك لدعم مرشح الحزب لرئاسة البلدية شخصيًا، ولم يصدر عنه أي تأييد علني قبل الانتخابات المقررة اليوم الثلاثاء.
كومو الديمقراطي يخوض السباق الآن كمستقل، وسط تهديدات ترمب بمعاقبة المدينة إذا فاز ممداني، جعل هذا السباق المحلي يتحول إلى مواجهة مرتقبة إعلاميا بين التيار التقدمي والرئيس الجمهوري .
#نقاش_دوت_نت
