من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

كيف تكون كاتبا عظيما؟

طلال المري
كيف تكون كاتبا عظيما؟


‏الكتابة الإبداعية لا تعني أن تكون شاعراً.

بل أن تقول أشياء معقدة،

بطريقة بسيطة،

تجعل القارئ يشعر أنه كان يعرفها… لكنه لم يكن يعرف كيف يقولها.

الكتابة العظيمة ليست في الفكرة،

بل في الشجاعة لقول ما لا يقوله الآخرون.

‏كيف تكون بليغا؟

سأل أبو رية الرافعيَّ فكان جوابه:

فإذا أوصيتك فإني أوصيك أن تكثر من قراءة القرآن ومراجعة الكشاف (تفسير الزمخشري). ثم إدمان النظر في كتاب من كتب الحديث كالبخاري أو غيره، ثم قطع النفس في قراءة آثار ابن المقفع (كليلة ودمنة واليتيمة والأدب الصغير) ثم رسائل الجاحظ، وكتاب البخلاء.

ثم نهج البلاغة، ثم إطالة النظر في كتاب الصناعتين للعسكري، والمثل السائر لابن الأثير، ثم الإكثار من مراجعة أساس البلاغة للزمخشري. فإن نالت يدك مع ذلك كتاب الأغاني أو أجزاء منه والعقد الفريد، وتاريخ الطبري فقد تمت لك كتب الأسلوب البليغ.


اقرأ القطعة من الكلام مراراً كثيرة، ثم تدبرّها وقلِّب تراكيبها ثم احذف منها عبارة أو كلمة، وضَع من عندك ما يسدّ سدها ولا يقصّر عنها واجتهد في ذلك، فإن استقام لك الأمر فترق إلى درجة أخرى. وهي أن تعارض القطعة نفسها بقطعة تكتبها في معناها وبمثل أسلوبها، فإن جاءت قطعتك ضعيفة فخذ في غيرها ثم غيّرها حتى تأتي قريباً من الأصل أو مثله.

اجعل لك كل يوم درساً أو درسين -على هذا النحو- فتقرأ أولا في كتاب بليغ نحو نصف ساعة ثم تختار قطعة منه فتقرؤها حتى تقتلها قراءة، ثم تأخذ في معارضتها على الوجه الذي تقدم (تغيير العبارة أولا ثم معارضة القطعة كلها ثانياً) واقطع سائر اليوم في القراءة والمراجعة.

ومتى شعرت بتعب فدع القراءة أو العمل حتى تستجم ثم ارجع إلى عملك ولا تهمل جانب الفكر والتصور وحسن التخييل. 

هذه هي الطريقة ولا أرى لك خيراً منها، وإذا رزقت التوفيق فربما بلغت مبلغاً في سنة واحدة. 

#نقاش_دوت_نت