أعراض الانسحاب
هناك تريند منتشر اسمه (Rawdogging Boredom - تحدي الملل - فعل اللاشيء) تظل فيه الناس فترة (15 دقيقة - ساعة) بدون استخدام موبايل ولا نت ولا سوشيال ميديا ولا تلفزيون ولا حتى قراءة كتب أو الكلام مع أي أحد، والموضوع منتشر وفيه ناس بدأوا يلمسوا نتائج إيجابية منه.
نحن أصبحنا في دوامة مستمرة من التعرض لعشرات ومئات (ركز) من الأفكار عن مئات المواضيع في الدقيقة الواحدة، من المحتوى القصير اللي ناس كتير بتستهلكه زي الهواء والمياه دلوقتي.
المشكلة الكبرى ؟
إن الأجيال الكبيرة التي عاشت طفولتها بدون الكلام ده فـ بيتأثروا لكن يقدروا يخرجوا منه، لكن الأسوأ؟ إن الأطفال الصغار بيكبروا وفي إيديهم موبايلات بتبث لهم السموم دي وتعودهم عليها؛ وصدقني وهذا سيجعل تركيز أغلبهم في كل حياته أقرب للصفر.
بما إن التركيز = صفر؛ إذن مش هتلاقيه كويس في المدرسة ولا الشغل بعدين ولا حياته الشخصية أو الزوجية أو أي شيء.. إلا إذا تعافى من كل ذلك عندما يسحب أهله منه الموبايل، ويتعاملوا مع "أعراض الانسحاب" التي سوف تظهر عليه من بكاء مستمر وغضب وصراخ لفترة طويلة .
الموضوع له "أعراض انسحاب" مثله مثل إدمان المخدرات لأنه ببساطة إدمان وتقريبًا كل الإدمانات بتتشارك في نفس الأساسيات.. مصيبة سوداء والله والناس ساكته عنها وبتدمر أطفالها بإيدها.
من 400 سنة (باسكال) قال إن "كل مشاكل البشرية تنبع من عجز الإنسان عن الجلوس بهدوء في غرفة بمفرده"، وفي هذا الزمن والقادم هذه المقولة سيكون لها كل الأهمية.
