من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

الزوج الذي منح كليته لزوجته وتخلت عنه

عقيل بن محمد العقيل
الزوج الذي منح كليته لزوجته وتخلت عنه


عاش الطبيب الأمريكي ريتشارد باتيستا قصة حب. لكن زوجته، داونيل باتيستا، كانت تصارع فشـلاً كلوياً حادًا، وحياتها كانت على المحك. لم يتردد لحظة واحدة — لم يسأل عن المخاطر أو عن احتمالية الرفض — بل قال كلمته بحزم الطبيب وعاطفة العاشق: "خذوا كليتي، لتعيش هي."

وفي عام 2001، دخل غرفة العمليات ليمنحها ما لا يُقدَّر بثمن. الكلية التي أنقذت حياتها كانت، بالنسبة له، رمزًا للخلود بينهما. ظنّ أن تلك اللحظة ستخلّد زواجهما... لكنها كانت بداية النهاية.

مرت السنوات، وتحوّل الدفء إلى برود، والعشرة إلى خلافات، حتى جاءت الطـعنة التي لم يتوقعها الطبيب الذي أنقذها: داونيل تقدّمت بطلب الطلاق عام 2005. لم يكن الأمر مجرد انفصال، بل خيانة لجوهر ما قدّمه. كيف لإنسان أن يتقبّل أن من أنقذ حياتها تُدير له ظهرها؟

حين وقف ريتشارد أمام الإعلام بعد سنوات، لم يكن مجرد زوج مكلوم، بل رجل فقد الإيمان بالعدل العاطفي. قال بصوتٍ اختلط فيه الغضب بالانكـسار:

"أريد كليتي... أو 1.5 مليون دولار تعويضًا عنها!"

عبارته أشعلت جدلاً لا مثيل له في أمريكا. البعض رآه مجـنونًا، وآخرون رأوه ضحية خيانة قاسية. فهل الحب يُقاس بالتضحيات؟ وهل العطاء بلا مقابل واجب أم لـعنة؟

القانون لم يكن في صفه — فلا يمكن إعادة عضو بشري أو تحويله إلى سلعة — لكن القضية تجاوزت الطب والقانون لتصل إلى عمق الإنسان نفسه.

تحولت قصته إلى مادة دسمة للإعلام، وعنوانًا يثير الغضب والشفقة في آن واحد. الناس لم تتوقف عن طرح السؤال المؤلم:

هل يمكن أن تعيد ما وهبته حين ينكـسر قلبك؟

وهل يستحق بعض الحب أن نُنزف من أجله بهذا القدر؟

انتهت القصة دون أن يسترجع شيئًا... لا كليته، ولا زواجه، ولا راحته. لكن بقيت عبرتها تلمع كجرح مفتوح:

ليس كل من تُعطيه حياتك سيمنحك الامتنان، فبعض القلوب لا تُشفى حتى بالمعجزات.

#نقاش_دوت_نت