من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

أين دور المستشارين الإعلاميين في تطوير لغة التواصل الرئاسي؟

عصام لا لا
 أين دور المستشارين الإعلاميين في تطوير لغة التواصل الرئاسي؟


 من المهم التأكيد أن التواصل بين القيادة والرأي العام ليس مجرد رسائل تُقال، بل هو علم وفن يتطور باستمرار، ويحتاج إلى متابعة دقيقة من المستشارين الإعلاميين المحيطين بالرئيس. وإذا كان هناك من يقيّم أداء منظومة الاتصال السياسي، فسيلاحظ بوضوح أن لغة التواصل مع شرائح مختلفة من الشعب تحتاج إلى تطوير يجعل الخطاب أكثر قربًا وفاعلية.

 فعلى سبيل المثال، يبقى تواصل الرئيس المباشر مع المستمعين وهو مواجه لهم أكثر تأثيرًا بكثير من إلقاء كلمات من خلال ميكروفون والحضور من خلفه؛ إذ تلعب لغة الجسد، ونبرة الصوت، وتفاعل المستمعين دورًا جوهريًا في بناء الثقة وتعزيز الحضور.

 كما أن إجراء الرئيس لحديث إعلامي شامل مع مذيعين على قدر عالٍ من المهنية والسمعه الاحترافية —ولو مرة كل ستة أشهر—يمكن أن يكون خطوة مهمة لتعزيز الشفافية. مثل هذا اللقاء الممتد لساعتين مثلا، والذي يتناول قضايا الساعة بصراحة ويسمح بتلقي أسئلة مسبقة من المهتمين بالشأن العام، سيشكل قناة تواصل فعّالة ينتظرها المواطنون.

 ولا يقل أهمية عن ذلك تنظيم حوار دوري علني ربع سنوي، مع فئات مختارة تمثل شرائح متنوعة من المجتمع: رجال الصناعة والتصدير، خبراء الاقتصاد والمالية العامة، السياسيين والمثقفون والكتّاب، المتخصصون في التكنولوجيا والابتكار، الشباب والمرأة، وأهلنا في الصعيد والمناطق المهمشة ممن لا يجدون عادة من يستمع إليهم.

 إن توسيع دوائر الحوار المباشر بين الرئيس والمجتمع يخفف اعتماد القيادة على الوسطاء في نقل نبض الشارع، ويعزز قيم الصراحة، ويُرسّخ مبدأ أن المسافة بين الحاكم والشعب يجب أن تُختصر قدر الإمكان. فالتواصل المستمر والشفاف لا يقوي الثقة فحسب، بل يفتح الباب لمزيد من الفهم المتبادل ويغلق الطريق أمام الشائعات والتأويلات غير الدقيقة.

التواصل بين القيادة والرأي العام ، تعزيز الشفافية، توسيع دائرة الحوار بين الرئيس والمجتمع