من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

فاصل التفكير بين القراءة

القاهرة : " نقاش "
فاصل التفكير بين القراءة


‏هناك من يقرأ كتابًا فلسفيًا أو فكريًا عميقًا قراءةً سطحية، كأنما يطالع مقالًا في جريدةٍ صفراء؛ وآخر يقرأ كمن يلتهم وجباتٍ سريعة بلا استيعابٍ أو تذوّق، همّه أن يضيف أكبر قدر من العناوين إلى قائمته ليتباهى بها أمام الآخرين.

فنّ القراءة البطيئة حالةُ تأمّلٍ واستيعابٍ عند القراءة التي يقصد منها التحليل والنقد ،وتقديرٍ للإبداع، وانغماسٍ في الدهشة، واستشعارٍ للنصّ وتواصُلٍ حيّ معه.

‏  وتستحب القراءة البطيئة عند القراءة في الفنون العلمية الدقيقة، كعلم الطب والفلك وعلم النفس ،وهناك الكتب التي تُقرأ لإشباع لذة وجدانية، كالأدب الراقي، وكل ما يُقرأ للتذوق.

يقول المؤرخ الإيطالي كارلو غينزبورغ: «أنا مع القراءة البطيئة. كثيرًا ما أستشهدُ بالتعريف الذي أعطاه نيتشه لعلم الفيلولوجيا (فقه اللغة): [الفيلولوجيا فنّ القراءة البطيئة]؛ أي فنّ القراءة وإعادة القراءة بحثًا عن التفاصيل وعلاقاتها ببنية النصّ كلّها.»

وعن ضرورة فواصل التفكير، يقول علي عزّت بيغوفيتش: «القراءةُ المبالَغ فيها لا تجعلنا أذكياء. بعضُ الناس يبتلعون الكتب من دون فاصلٍ للتفكير—وهو ضروريٌّ كي يُهضم المقروء ويُبنى ويُفهم.»

القراءة البطيئة، استشعار النص، الانغماس في الدهشة