من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

الدولة العميقة

سليم عزوز
الدولة العميقة



الموضوع أكثر تعقيدًا مما تتصوره، فالدولة العميقة ستفرغ أي خطوة من مضمونها، وللدقة المجموعات التي تشكلت حول السلطة والتي تستفيد من تأزم الأمور، لأنه في الأجواء الرحبة لن يكون لهم وجود!

في الأنظمة التي مرت على مصر، كان حولها مستفيدون منها، وهدفهم الإبقاء عليها، إلا في هذا النظام فالهدف هو الاستفادة وفقط، وقدراتهم لا تسمح لهم بالاستمرار مع نظام صفر مشاكل ولا يواجه كل هذه التحديات، فليستمر بهم أو ليذهب، ولأن النقص المهني يستكمل بالانتهازية، فلو سقط هذا النظام فسوف يلتحقون بالجديد، أنظر لظاهرة المتحولين مع ثورة يناير، والذين جاءوا لميدان التحرير من رجال نظام مبارك، وستقف على أن الأمر بسيط، حتى وصل الأداء لدرجة استفزازنا بشكل شخصي!

مذيعة كنت أعرف تفاصيل واقعة القبض عليها، وكانت مندوبة عن الفاسدين لدى رئيس حي، فلم نجحت الثورة قالت إن سوزان مبارك سجنتها لأنها كانت تغار من شياكتها، حتى استفزني الأمر، ولطشتها في مقال فسكتت تمامًا، نسيت أسأل علي أبو هميلة فين أراضيه!

الدولة العميقة، أو جماعات المصالح، سيفرغون كل خطوة من مضمونها، ولا يغرنك ترحيبهم بها..

ودعك من النظرية البدائية من أن الرئيس يقول للشيء كن فيكون، فبطانة مبارك هي من أقنعته في 2010 أن شعبية الحزب الوطني جارفة، وكان غاضبًا من النتيجة في البداية.. القصة في الرأي العام حول الرئيس، أنت لو رئيس في مصلحة واثنين أولاد حرام ركزوا فيك، ونفخوا في جنابك سيدفعونك لأن تركب الهواء، ولا تنتبه إلا وأنت واقع على جذوع رقبتك في اليم.

وانتبه إلى من يأنس لهم الرئيس - أي رئيس - ليسوا أقوىما في دولته، يمكن يطيروا عادي، وقد احتشدت الدولة العميقة وقتلت ياسر رزق قبل موته، لأنه مقرب من السيسي ومخلص له، ويمكن يكون محضر خير، وهو مولع بالأدوار القديمة لبعض الشخصيات سواء في السياسة أو الصحافة ويريد أن ينتمي لها، والدولة العميقة هي من احتشدت وأقصت أسامة هيكل لقربه من دائرة الحكم، ولأنه ليس من هذه الدولة.

هذه الدولة ستفرغ كل خطوة للأمام من مضمونها فتبدو كما لو كانت تعمل ضده، فإذا وقع، فمع السلامة يا صاحبي، هؤلاء يمكن لهم العمل مع أبو بكر البغدادي وسيكونوا جاهزين بالعدة ومع الإخوان وحياتك وسيقبلهم الإخوان ولن يقبلوك أو يقبلوني، ومن في المعارضة سيستمر في المعارضة ومن في السلطة سيستمر في السلطة

جينات يا ابن عمي.. تقريبًا ميلة بخت!

جماعات المصالح، الرأي العام ، نظام مبارك