كل شيء تمام
وحيد حامد في فيلم “النوم في العسل” يكشف بجرأة جذور القهر الذي يخنق المجتمع ويُفقده القدرة على الإحساس والتفاعل. فالعجز الظاهر مجرد مرآة لضغط نفسي واجتماعي وسياسي ينهك الجميع: الفرد الذي يصرخ ولا يسمعه أحد، المواطن البسيط الذي يسقط تحت ثقل الحاجة، رجال الأعمال المحاصرون، والجهات الرسمية التي تُقهر من أعلى وتُقهر من أسفل، ورجال الدين الذين يصنعون أسبابًا بعيدة عن جوهر المشكلة، بينما تقف السلطة تراقب من بعيد ولا تتحرك إلا إذا اقترب الخطر منها مباشرة. المجتمع كله يعيش دائرة قهر تُرمَّم ولا تُعالَج، تحت غطاء “كل شيء تمام”، بينما الحقيقة تتوحّش في الصمت.
وفي قلب هذه الصورة القاسية تبرز فكرة أهم: عاوزين جيل بيحس… جيل يغضب ويحب ويبكي، مش جيل ممسوح مفرغ من روحه.
لو الناس فقدوا الأمل، نصنع لهم أملًا جديدًا يعيشوا عليه، ولو نسوا الغنا، نرجّع لهم اللحن عشان يرجعوا لطبيعتهم البشرية. استعادة الإحساس الذي خلقه الله فينا هو الطريق الوحيد للخروج من دائرة الخرافة والبلادة و”الشعب الشييي حاا” الذي يُحذر منه الفيلم بوضوح.
“النوم في العسل” ليس مجرد فيلم؛ هو جرس إنذار. فالقهر مرض معدٍ، والصرخة المكبوتة حين تكتمل قوتها لا يوقفها عنف ولا شعارات، بل تنفجر في وجه من صنعها. احذروا صرخة الضعفاء… فهي الأقوى.
النوم في العسل ، القهر، جرس إنذار، صرخة الضعفاء
