رسالة إلى الرئيس
أولًا: بعد سماع خطاب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
اقدم القراءة الواقعية
عندما يُقال إن خفض الدعم هو “الحل الوحيد” لمواجهة الفقر، فهنا يبدأ الخلل في فهم الأزمة.
لأن الفقر لم يظهر فجأة، ولم يهبط علينا من السماء، بل هو نتيجة تراكمات واضحة في السياسات والاختيارات والأولويات خلال السنوات الماضية:
• توسّع غير محسوب في الديون،
• مشروعات بلا دراسة عائد،
• غياب الشفافية،
• ضعف الرقابة والمحاسبة،
• وإزاحة الخبرة المهنية لصالح القرار الأمني.
وبالتالي، فإن أي خطاب يقدم الإجراءات المؤلمة وكأنها “قدر لا بد منه” لا يرى جذور الأزمة الحقيقية او يتجاهلها
القراءة الواقعية تقول ببساطة:
لا يمكن معالجة الفقر بأدوات صنعت الفقر.
ولا يمكن مطالبة المواطن بالتضحية بينما غابت عن الدولة سياسات جادة لترشيد الإنفاق، ومحاربة الفساد، وتغيير نمط إدارة المال العام.
ثانيًا: رسالتي إلى فخامة الرئيس بكل مسؤولية واحترامً
السيد الرئيس،
عبد الفتاح السيسي
القرارات الاقتصادية القاسية لا تُقاس بمدى صعوبتها، بل بمدى عدالتها وفعاليتها، وبقدرتها على إحياء الاقتصاد لا إضعاف المجتمع.
وإذا كانت الدولة قد وصلت إلى مستوى يجعل خفض الدعم على الفقراء هو “الحل الوحيد”، فهنا يصبح من الضروري فتح ملف إدارة الموارد قبل فتح ملف أعباء المواطنين.
نحن لا نطلب المستحيل؛ نطلب فقط:
1. مصارحة حقيقية حول أسباب الفقر والدَّين، لا إلقاء العبء على ظهر المواطن وحده.
2. مراجعة شفافة لأولويات الإنفاق، قبل مطالبة الناس بتحمل المزيد.
3. تفعيل آليات المحاسبة، لأن الأخطاء لا تختفي إذا لم نحاسب من ارتكبها.
4. إعادة الاعتبار للخبرة الدراسية والمهنية، لأن الاقتصاد لا يُدار بالشعارات ولا بالصدف.
السيد الرئيس،
الشجاعة الحقيقية لا تكمن في اتخاذ قرارات صعبة، بل في الاعتراف بالأسباب التي جعلت تلك القرارات ضرورية من الأساس.
والقيادة ليست تحميل الشعب كلفة الأزمة، بل قيادة الخروج منها بتغيير المسار لا بتكراره.
نحن نتحدث من موقع الحرص لا العداء، ومن موقع الواجب لا الخصومة.
لأن الوطن أكبر من الخطابات، وأعمق من التبريرات، وأعزّ من أن يُقال لشعبه: “لا حل آخر”
#نقاش_دوت_نت
غياب الشفافية، ضعف الرقابة، الخبرة المهنية ، القرار الأمني، آليات المحاسبة،
