من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

"قصر الخواء"

د. شيرين النوساني


سجل إنجازات:

عقار فاخر، أرقام في البنوك،

وامرأة تركها تتآكل في صمت طويل،

كبند متهاو في قائمة الأصول.


وفي تلك الليلة،

من وراء زجاج نافذته المعزولة،

رأى حارس العقار العجوز يضحك لصورة قديمة.

لم يغره دفء المشهد،

بل أدرك أن حافظة ذكرياته خالية،

لا تحتوي إلا على مفاتيح من أرقام.


انسحق صمت المكان.

لم يعد سكينة،

بل فراغًا مدويًا.

فطرح على نفسه سؤالًا محاسبيًا:

«أي ذكرى أملك كي أبتسم؟»

ولم يجد في السجلات سوى أرقام وحسابات.

ولم يسمع سوى صرير أقلام على أوراق.


اتجه إلى هاتفه.

اسم زوجته…

رقم محفوظ ببرود.

لم يكن يبغي عفوًا أو مغفرة،

إنما صوتًا يملأ الفراغ لثوان،

مُسَكِّنًا وقتيًا يهدئ انزعاجه الشخصي.


ضغط على الاتصال.

كان صوت النقرة

كمفتاح يدور في قفل لن يفتح.

وقال:

«كيف كان يومك؟»

جاءه الصمت…

صمت لا يحمل رجاءً ولا انتظارًا.

ومع ذلك، لم يشعر بوخز ضمير،

إنما انزعاج مبهم

من أن أحدًا لم يهب ليخفف وحدته.

وبقي واقفًا هناك…

في صمت يرقع فراغه بقطع من أنانية صنعتها يده،

سجينًا في قصر الأصفار،

واقعًا في شرك ربحه الوحيد الأكيد.

صمت المكان ، امرأة تتآكل في صمت ، وخز الضمير، انزعاج مبهم