عزيزي الرجل ..في يومك العالمي
تنبيه: هذا نص ساخر، المزاح فيه أقوى من الغضب
عزيزي الرجل ..في يومك العالمي
الذي يحتفي فيه الكون بــ"كائن استثنائي"،
نقف نحنُ—معشر النساء، نحمل أثقال الصبر،
ساعيات لفك طلسمك اللولبي—
وقفة المحاسب الذي سئم طول صمته وصبره الكلي،
ونسألك، وقد تتفضل علينا بإجابة تهدئ من روعنا الأزلي:
أي فضل نثني عليه، وأنت لا تجيد من الكلام إلا ما يثقل فينا الروح ويرهق السمع السرمدي؟
يا من تبدأُ كل حوار بعبارةٍ تشبه قفلًا على فهمك:
"أنا عارف كل حاجة… أنا الكوكب الدري"،
وكأن المعرفة نهر يجري بين كتفيك وحدك،
والمرأة، إذا نطقت، خرقت لك قانونًا من قوانين كونك "الفردي"!
وتأتي بعدها عبارتك الأشهر، سيفك المسلول في وجه كل حقيقة لا تروق لجنابك "العلي":
"أنت نكدية."
وكأن الصبر الذي ينسكب من أعين النساء
ليس ردًّا على عبوسك الجهنمي،
ولا على هروبك من الحوار،
ولا على هذه الجملة التي تطفئ بها نهارنا الوردي.
ثم تتبعها—بمنتهى الثقة التي لا تستند إلى شيء جوهري—بقولك:
"أنت مش مريحة."
وكأن الراحة تخلق من فراغ نفسي،
لا من كلمة طيبة،
ولا من صدر يتسع،
ولا من رجل يعرف أن في العلاقات مسؤولية أكبر من "مزاجه القمعي".
وبين كل حجة وأخرى، ترفع راية العصيان التي تجيدها أكثر مما تجيد الحب الفعلي،
وتقول بلهجة لا تعرف التواضع:
"محدش يفرض عليا حاجة."
وكأن طلب الاحترام فرض،
وكأن طلب الوضوح تعدّ على حريتك وظلم فعلي،
وكأن المشاركة انتقاص من رجولتك، ومن قدرك الوجودي.
ثم تختم أسلحتك بعبارة تشبه بابًا مغلقًا لا مفتاح له:
"بمزاجي"
وكأن الحياة تدار بأهواء رجل واحد، مارد عبقري،
لا بقلبين، ولا بحقين،
ولا بعقلين خلقهما الله ليتحاورا لا ليتنازعا، فيفشلا فشلًا كليًا.
#نقاش_دوت_نت
اليوم العالمي للرجل، الطلسم اللولبي ، الكوكب الدري ، الكون الفردي
