روايات متتامتان ...عن التجدد بعد الانكسار
روايتان من تأليف الكاتبة (Mélissa Da Costa)، وهما من الروايات الفرنسية التي لاقت شهرة كبيرة في السنوات الأخيرة.
- "الأيام التي ستأتي".
" مادمتَ على قيد الحياة…
فلديك كل الخيارات، ولديك كل الفرص لأن تتغيّر، وأن تبدأ، وأن تتجاوز، كل شيء
أن تختار الطريق الذي يشبهك،
وأن تترك ما لا يليق بروحك خلفك دون تردد. .......
ما دام القلب ينبض… فالقدر ليس نهائيًّا،
والحكاية ما زالت قابلة لأن تُكتب من جديد.
تدور الرواية حول الشفاء بعد الفقد. تتبع القصة حياة شخصين جمعهما الحزن بعد أن فقد كل واحد منهما شخصًا عزيزًا. تبدأ الأحداث عندما يلتقيان في مكان هادئ بعيد عن صخب العالم، فينشأ بينهما رابط إنساني جميل مبني على الألم المشترك، لكن هذا الرابط يصبح مع الوقت طريقًا للشفاء، والتصالح مع الذات، وإعادة اكتشاف معنى الحياة.
الرواية مؤثرة جدًا، تتناول موضوع الحزن، الوحدة، والتجدد بعد الانكسار بلغة شاعرية هادئة ومليئة بالأمل.
- "كتاب كل الأزرق السماء".
يُعتبر تكملة رمزية للرواية الأولى. تروي قصة إميل، الشاب الذي يقرر أن يقوم برحلة طويلة بسيارة "فان " قديمة بعد أن تلقى تشخيصًا صعبًا لحالته الصحية.
خلال رحلته عبر فرنسا وأوروبا، يلتقي بأشخاص كثر يتركون بصماتهم في حياته، فيتعلم من كل لقاء درسًا جديدًا عن الحب، الحرية، والرضا بالحياة كما هي.
يواجه 'إميل' حكماً قاسياً لا يُستأنف: ألزهايمر المبكر... مرض نادر... يفتك بذاكرة هذا الشاب الذي يبلغ السادسة والعشرين من عمره ..
عامان فقط، وربما أقل، قبل أن يغيب عن نفسه وعن العالم، فلا يبقى منه سوى رجل ضعيف مصاب بالخرف ..
ولأن إميل لا يريد أن يراه أحد وهو مجرد رجل نسي اسمه... ويرفض أن تُختم فصول حياته محتحزا في مركز للتجارب السريرية ورقابة طبية صارمة... ويُختزل في نظرة شفقة، وعبئا ينوء به قلب أحبته. . . يقرر الهروب لا من المرض، بل إلى الحياة ..
ينشر إعلانا، يبحث فيه عن رفيق سفر لرحلة في عربة تخييم، كاشفا عن حالته بصدق ..
ولا يجد إميل ردا على إعلانه.. حتى تفاجأ بقبول فتاة غامضة، تتكلم بصمتها، وتختبئ دائما تحت اللون الأسود وقبعة سوداء كبيرة. . . 'جوانا' التي كأنها هي الأخرى تهرب من شيء لا تسميه ولا يوضح سبب قبولها لرفقته ..
وهكذا تبدأ الرحلة التي هي ليست مجرد سفر بعربة تخييم، وقلبان مثقلان، وخرائط مفتوحة على جبال وقرى فرنسا . . . بل عبور نحو الذات، وغوص عميق داخل نفسيهما. . . مرثية للذاكرة، وأغنية للحياة رغماً عن اليأس والألم ..
وما بين الانكسار والانبعاث، تَرسم الرواية بأنامل فنان ماهر لوحة إنسانية آسرة لن يتوقف صداها في قلب ووجدان القارئ... لوحة وعد يتعلق بطفل صغير مختلف جداً، هناك في السماء .. مزيج بين ألم وأمل وتأمل .. رفيق رحلة “هذه الرحلة العظيمة التي هي الحياة” ..
وصدق وعطاء بدد العتمة ومنح الحياة حتى لحظاتها الأخيرة ضوءا يستحق أن يُتبع، وأن يُحب، وأن يُعاش.
من الرواية ...
ـ الناس مثل النوافذ الزجاجية الملونة. إنهم يتألقون ما دامت الشمس ساطعة... وعندما يحل الظلام، لا يظهر جمالهم إلا عندما يضيئون من الداخل. "إليزابيث كوبلر روس"
إنها رواية عن الرحلة نحو الذات، وعن اكتشاف الجمال في التفاصيل الصغيرة، حتى في وجه الألم أو النهاية.
#نقاش_دوت_نت
الأيام التي ستأتي ، كل الأزرق السماء ، ميلسا دي كوستا ، التصالح مع الذات ، اكتشاف معنى الحياة
