من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

المشهد المتغير للنزاهة الأكاديمية: ملخص مقابلة "استخدام الذكاء الاصطناعي دون غش حقيقي"

د.مصطفى رياض
المشهد المتغير للنزاهة الأكاديمية: ملخص مقابلة

‏تمثل التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، أدوات لتعزيز الإنتاجية والكفاءة وسرعة الأداء، لكنها لم تغني عن التفكير البشري، إذ تظل القرارات الاستراتيجية من اختصاص الإنسان المعتمد على الخبرة والمعرفة والرؤية التحليلية. 

وقد يكون التوسع في دمج تفكير الإنسان والآلة في بيئات العمل الذكية وسيلة فعالة لتعزيز التكامل بين القدرات البشرية والقدرات التقنية. 

المشهد المتغير للنزاهة الأكاديمية: ملخص مقابلة "استخدام الذنكاء الاصطناعي دون غش حقيقي"


The Chronicle of Higher Education. "Using AI Without Really Cheating." College Matters, The Chronicle of Higher Education, 19 November, 2025 www.chronicle.com/podcast/college-matters-from-the-chronicle/using-ai-without-really-cheating.


تتناول حلقة بودكاست "المشهد الجامعي" (College Matters) الصادرة عن جريدة التعليم العالي (The Chronicle of Higher Education)، في عددها الأخير، والتي تحمل عنوان: "استخدام الذكاء الاصطناعي دون غش حقيقي"، موضوع الاندماج الواسع للذكاء الاصطناعي التوليدي في الحياة الأكاديمية المعاصرة. ويذهب هذا البحث إلى ما هو أبعد من مجرد السرد الثنائي للتحريم أو الغش، ليقرر أن الذكاء الاصطناعي قد بات معونة لا غنى عنها للطلاب، الأمر الذي ألجأ المعلمين والمؤسسات إلى التفكير في هذا الخط الفاصل الذي يزداد غموضاً بين الكفاية الأكاديمية المشروعة والتدليس الصريح.

ويتمحور المبحث حول الطرق الكثيرة التي يستخدم بها الطلاب الذكاء الاصطناعي في مسيرتهم الدراسية دون أن يعد ذلك غشًا صريحًا. وتشير المقالة إلى أن الأدوات الذكية تستخدم بشكل شائع في مهام مثل وضع الخطوط العريضة للموضوع (Outlining) والعصف الذهني (Brainstorming) وشرح المفاهيم الصعبة التي قد يكون الأستاذ قد تجاوزها سريعاً في محاضرته. ويُنظر إلى هذا الاستخدام على أنه شكل متطور من المساعدة الدراسية، يساعد الطلاب على إدارة أعباء عملهم واستيعاب المواد الشائكة. ومن هذا المنظور، يُعامل الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنه وسيلة تكنولوجية قوية ومتاحة، تمثل تطوراً للموارد الرقمية التي اعتاد الطلاب على الوصول إليها.

بيد أن المقابلة لا تلبث أن تنتقل إلى المعضلة المركزية: وهي الحدود "الضبابية" التي تنتهي عندها "الكفاية" وتبدأ "النزاهة الأكاديمية". فبينما يُرى في استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مخطط بحثي أمرًا مقبولاً، فإن القلق الأكبر يكمن في اعتماد الطلاب على هذه الأدوات لصياغة أقسام كاملة أو واجبات بأكملها. وما هو أهم من ذلك، أن النقاش يتجاوز مجرد الكشف عن الانتحال ليلامس الأثر الأعمق والطويل الأمد على العملية التعليمية في جوهرها. إذ يعرب الخبراء عن مخاوف جمة من أن تؤدي "التربية الممزوجة بالذكاء الاصطناعي" إلى "إعادة تشكيل أدمغة الطلاب" من أساسها، ما قد يؤدي إلى تآكل مهارات التفكير النقدي والتركيب والإبداع إذا ما أوكل الطلاب الجوانب الصعبة وذات القيمة العالية في التعلم إلى الآلة.

وختاماً، ترسم هذه المقابلة صورة لمشهد التعليم العالي وهو في طور انتقالي، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي واقعاً قائماً لا مجرد خطر وشيك. وتخلص المناقشة إلى أن التحدي الأبرز لم يعد في كيفية حظر الذكاء الاصطناعي، بل في كيفية إعادة تعريف النزاهة الأكاديمية بما يتناسب مع هذا العصر الرقمي. فعلى المؤسسات أن تقر بالاستخدام الشائع لهذه الأدوات مع تعديل واجباتها وسياساتها للتمييز بين التعزيز الحقيقي للتعلم والحصول على الفضل الأكاديمي غير المستحق، لضمان ألا يكون التعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي على حساب التطور الفكري الجوهري للطالب.

المشهد الجامعي ، جريدة التعليم العالي ، الخطوط العريضة للموضوع، العصف الذهني ، النزاهة الأكاديمية، تشكيل أدمغة الطلاب