من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

واشنطن تعتبر جنوب أفريقيا دولة مارقة

حسين القمري
واشنطن تعتبر جنوب أفريقيا دولة مارقة


‏ قمة العشرين في جنوب أفريقيا أصبحت مرآة تكشف أزمة أعمق بخصوص علاقة واشنطن مع دول الجنوب العالمي، وتكشف أيضاً كيف تُسخِّر الولايات المتحدة الملفات الدولية لخدمة صراعاتها الداخلية.

في الظاهر، سبب مقاطعة واشنطن للقمة هو مزاعم عن “استهداف البيض” في جنوب أفريقيا، لكن هذا مجرد ستار دخاني يخفي خلفه ثلاث طبقات أعمق من الحسابات السياسية والجيوسياسية.

 أولاً: الاستخدام الداخلي للملف

الولايات المتحدة تعيد تدوير سرديات قديمة عن “خطر على الأقليات البيضاء” في جنوب أفريقيا، رغم غياب الأدلة، لتغذية خطاب الهوية والحشد الانتخابي. تحويل دولة كاملة إلى ورقة في حرب ثقافية داخلية أصبح أداة سياسية واضحة، حتى لو كان على حساب الدقة والواقع.

ثانياً: صراع جيوسياسي مكتوم بين واشنطن وبريتوريا

جنوب أفريقيا أصبحت مصدر قلق لواشنطن بسبب:

•ميلها العلني نحو موسكو وبكين وتعاونها معهما في BRICS.

•موقفها القانوني ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.

•شكوك أمريكية حول دعم غير مباشر لروسيا في حرب أوكرانيا.

هذا جعل واشنطن تنظر لبريتوريا كدولة “تتمرد” على النظام الدولي الذي تقوده أمريكا.

 ثالثاً: مستقبل شكل الـ G20 نفسه

القمة في جوهانسبرج كانت مصممة لتكون منصة للجنوب العالمي: ديون، تنمية، عدالة مناخية، انتقال طاقي…

واشنطن تخشى أن يتحول G20 إلى أداة سياسية تضغط على الغرب، لذلك فضّلت “الإكراه بالغياب” بدل إعطاء القمة شرعية حضور قوة عالمية أولى.

 المقاطعة الأمريكية ليست موقفاً تجاه جنوب أفريقيا فقط، بل رسالة للدول الصاعدة:

“G20 ليس ساحة لإعادة صياغة ميزان القوة العالمي دون موافقة واشنطن.”

في النهاية، ما يحدث ليس خلافاً عابراً بل معركة على من يملك حق صياغة جدول أعمال العالم: واشنطن …أم تحالف الجنوب العالمي؟

#نقاش_دوت_نت 


دول الجنوب العالمي، استهداف البيض ، الصراع الجيوساسي ، الإكراه بالغياب، جدول أعمال العالم