أضعف حلقة في السلسلة
من كام يوم طيارين طلبات بقوا بيتوقفوا في الشارع من المرور علشان الصندوق اللي ورا عليه لوجو الشركة، ولأن ماعندهمش رخصة اسمها "إعلان للغير".
فجأة لاقوا نفسهم معرضين لسحب رخصة وسحب موتوسيكل، يعني حرفيًا مصدر رزقهم بيتسحب قدام عينهم.
المشكلة إن الطيار أصلا مش موظف عند طلبات. هو بيشتغل عن طريق مكتب تعهيد مشرف عليه، وطلبات بالنسبة له مجرد أبلكيشن بيطلعله أوردرات، ومعاهم دعم فني لو حصلت مشكلة في السيستم، لكن في الحقيقة، هو اللي شايل كل حاجة على حسابه. هو اللي بيشتري الصندوق اللي عليه لوجو الشركة، والتيشيرت، والجاكيت، والخوذة، وهو اللي بيشتري الموتوسيكل، وبيصرف على البنزين والصيانة والترخيص وكل حاجة. وفي الآخر، مافيش تأمين اجتماعي، ولا تأمين صحي.
نفس القصة بتتكرر مع كل اللي بيشتغلوا من خلال التطبيقات: أوبر، كريم، مرسول، إن درايف، وأي منصة شغل بالشكل ده. الناس دي بتتعامل كأنها "مش موظفين"، بس مطلوب منهم يتحملوا كل حاجة زي الموظف وأكثر، من غير أي حق من حقوقه الأساسية. لا عقد عادل، ولا استقرار، ولا شبكة أمان.
طلبات بعد كل رسوم الخدمة، وبعد الـ٢٠٪ أو الـ٣٠٪ اللي بتتاخد في شكل أسعار أعلى من المطعام على كل أوردر، هتتحمل هي تكلفة الرخصة دي؟ ولا كالعادة كل تكلفة جديدة هتترمي على الطيار لوحده؟
الشركة مستفيدة من إن لوجو بتاعها ماشي في الشوارع ليل نهار، على كل صندوق وفي كل ناصية، وبتكسب من كل مشوار ومن كل زحمة الطيار بيغرق فيها.
منطقي بقى مين اللي يشيل تكلفة "الإعلان" ده؟ الشاب اللي مش قادر يأمّن على نفسه ولا على صحته؟ ولا الشركة اللي عاملة براند ضخم من ورا تعب الناس دي؟
المشكلة في الحقيقة مش في رخصة واحدة، ولا في المخالفة. المشكلة في نموذج شغل كامل قايم على إن الناس تشتغل من غير حماية، ومن غير اعتراف حقيقي بحقوقهم. اللي سايق في الشمس والبرد والمطر، وسط الزحمة والخطر، بيتعامل طول الوقت كأن وجوده مؤقت، كأن تعبه مش محسوب، كأن حياته نفسها مش جديرة بعقد عادل وقانون يحميه.
إمتى هنشوف نموذج شغل مش كل ما الدولة أو الشركات يطلعلهم حاجة جديدة، تتحدف أوتوماتيك على أضعف واحد في السلسلة؟
#نقاش_دوت_نت
الطيار، إعلان للغير ، طلبات ، أبلكيشن ، لوجو الشركة ، رسوم الخدمة
