45 عاما على رحيل الشيخ محمود خليل الحصري
صاحب مدرسة في التجويد والدقة القرآنية
صوتٌ خالد، يملأ القلوب سكونًا ويغسل الأرواح طمأنينة، كل آية له تسحر الأذن وتبعث السلام في النفس.
تمر اليوم ذكرى وفاة واحد من أعظم أعلام التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، الشيخ الجليل محمود خليل الحصري –رحمه الله–، الذي وُلد في 17 سبتمبر 1917م بقرية شبرا النملة بمحافظة الغربية، ونشأ في بيتٍ قرآني متدين؛ ليصبح أحد أبرز القراء الذين خلدوا أسماءهم في تاريخ التلاوة.
أتمّ الشيخ الحصري حفظ القرآن الكريم كاملًا قبل أن يبلغ الثامنة من عمره، فالتحق بالأزهر الشريف وتخصص في علوم القراءات، وتخصص في القراءات العشر حتى أصبح مرجعًا فيها، وعُرف بدقته وإتقانه وحرصه على الأداء الصحيح للقرآن الكريم.
فضيلة الشيخ الحصري مع الرئيس جمال عبد الناصر في أحد اللقاءات مع مسلمي الهند عندما زار الهند سنة 1960م
وقد ارتبط اسم الشيخ محمود خليل الحصري بمحطات تاريخية في خدمة كتاب الله؛ إذ كان أول من سجّل المصحف المرتل كاملًا بصوته للإذاعة المصرية، كما سجّل المصحف في أكثر من رواية مثل: حفص عن عاصم، وورش عن نافع، وقالون، والدوري عن أبي عمرو، ليصبح أول قارئ يُهدي مصر من صوته مصحفًا كاملًا يهتدي به العالم الإسلامي.
لم يتوقف عطاؤه عند حدود مصر، بل انتقل بصوته إلى العالم، حيث مثّل مصر في محافل دولية متعددة، وقرأ القرآن في أكبر مساجد العالم الإسلامي، كما تولى رئاسة اتحاد قراء العالم الإسلامي، وكان عضوًا بارزًا في لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف، ليجمع بين الأمانة العلمية والمسؤولية الدينية في خدمة القرآن.
الشيخ الحصري في الفلبين وفي الصورة السناتور أحمد النتو زعيم مسلمي الفيلبين يقوم بتكريم الشيخ الحصري.
الشيخ الحصري مع الرئيس الراحل عبد السلام محمد عارف في القصر الجمهوري بالعراق
رحل الشيخ محمود خليل الحصري في 24 نوفمبر 1980م، لكن صوته العذب وتلاواته الخاشعة ما زالت تملأ بيوت المسلمين ومساجدهم حتى اليوم، شاهدة على مدرسة رائدة في التلاوة، وخالدة في الإتقان. وله مؤلفات كثيرة في علم التجويد وعلوم القرآن، وله تسجيلات في جميع الروايات المتواترة.
رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء.
#نقاش_دوت_نت
أعظم أعلام التلاوة، القراءات العشر، تاريخ التلاوة ، المصحف المرتل
