العدد الجديد من مجلة "آفاق اجتماعية": يناقش تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على قيم الأسرة والمجتمع
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددًا جديدًا من مجلته "آفاق اجتماعية"، وهي سلسلة دورية تصدر عن المركز، يُشارك في إعدادها نخبة من المفكرين والباحثين، وتهدف إلى طرح مجموعة متنوعة من الرؤى والتحليلات حول قائمة من الموضوعات الاجتماعية ذات الأولوية السياسية والأهمية المجتمعية، وقد خُصص العدد الجديد لمناقشة ملف "تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على قيم الأسرة والمجتمع"، كما ناقش مجموعة متنوعة من الرؤى الاجتماعية والتي يأمل المركز في إثراء النقاش الفكري بشأنها.
تضمن العدد الجديد من الإصدارة 27 مقالًا للرأي وعرضاً لكتب لنخبة من الأكاديميين والمتخصصين والخبراء جاء من أبرز عناوينها، "المنزل كمنصة إنتاج.. نهاية مفهوم مكان العمل التقليدي"، "من الشاشة إلى خدمة المجتمع.. التطوع الرقمي نمط جديد للمشاركة المدنية"، و"تحولات الأخلاق والمجتمع في ظل تطورات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي"، و"مستقبل التعليم والبحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي؛ فرص وتحديات"، و"احتمالات تطور الوعي الذاتي في أنظمة الذكاء الاصطناعي.. الفرص والمخاطر الاجتماعية". كما تناول عروض كتب وتقارير منها "قراءة في كتاب سيكولوجية الصراع الاجتماعي والعدوان"، و"علم الاجتماع السياسي.. الرؤى المعاصرة والآفاق المستقبلية"، و"الموجة القادمة للذكاء الاجتماعي".
تضمنت العدد مقالاً حول "الإعلام ودوره في تشكيل صورة اللاجئ في الرأي العام العالمي" وذلك من خلال التركيز على ثلاثة محاور رئيسة أولًا أنماط التغطية الإعلامية الأكثر شيوعًا لقضايا اللاجئين، وثانيًا استعراض دراسات حالة عربية ودولية توضح تباين الخطابات الإعلامية وأثرها، وثالثًا مناقشة تأثير هذه التغطيات في اتجاهات الرأي العام والسياسات الوطنية والدولية، كما تناول المقال المخاطر والتحديات التي تفرزها بعض الممارسات الإعلامية.
ونقرأ في العدد مقالًا بعنوان "تأثير التيك توك في القيم الأسرية.. المؤشران والانعكاسات وآليات المواجهة"، حيث أوضح أن تطبيق "التيك توك" يعد الأكثر شهرة بين تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولم يعد تأثير "التيك توك" مقتصرًا في الترفيه أو التفاعل الافتراضي، بل أصبح عاملًا فاعلًا في إعادة تشكيل منظومة القيم الأسرية والاجتماعية فمن جهة أتاح للشباب فرصًا جديدة للتعبير عن الذات والإبداع الرقمي لكنه في المقابل أثار جدلًا واسعًا حول حدود الحرية والمسؤولية وأعاد طرح أسئلة عميقة عن مكانة الأسرة ودور الوالدين في التوجيه وكيفية التوفيق بين الموروثات الثقافية الأصيلة وبين موجات الحداثة الرقمية السريعة.
وكشفت البيانات الصادرة عن "Statista" أن تطبيق التيك توك بات واحدًا من أكثر المنصات الرقمية استخدامًا على مستوى العالم حيث وصل عدد مستخدميه النشطين شهريًا إلى 1.59 مليار مستخدم في فبراير 2025، ويظهر توزيع المستخدمين أن المنصة تجذب بالأساس الفئات العمرية الشابة إذ يشكل جيل زد (۱۸- ٢٤ عامًا) النسبة الكبرى من جمهورها بنسبة 36.2%، يليه مباشرة جيل الألفية الأكبر سنًا ( ٢٥-٣٤ عامًا) بنسبة ٣٣,٩%، وعلى صعيد التوزيع الجغرافي تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2025 القائمة بـ ١٣٦ مليون مستخدم نشط، تليها إندونيسيا بـ ۱۰۸ ملايين، ثم البرازيل بـ 91.7 مليونًا، والمكسيك بـ ٨٥,٤ مليونًا، كما سجلت باكستان نحو ٦٦,٩ مليونًا، والفلبين نحو ٦٢,٣ مليونًا، بينما بلغ عدد المستخدمين في روسيا نحو ٥٦ مليونًا، وبنجلاديش نحو ٤٦,٥ مليونًا، ومصر بـ ٤١,٣ مليونًا، وأخيرًا فيتنام بـ ٤٠,٩ مليون مستخدم نشط.
ومن مقالات العدد مقالًا تحت عنوان "من التقاليد إلى الحداثة: تأثير التكنولوجيا على الأعراف الاجتماعية"، والذي تناول التكنولوجيا وأثرها في البنى الاجتماعية حيث أوضح المقال أنه من المهم إعادة قراءة ثلاثة عناصر جوهرية في جدل التكنولوجية مع البنى الاجتماعية وهي الأسرة والتعليم والعمل، ويمكن القول إن "الأسرة الرقمية" هي التي باتت في واجهة الظاهرة الاجتماعية، حيث الاعتماد على ما أنتجته الثورة الرقمية من وسائل ووسائط لتقيم في معظم الأوقات تواصلها معتمدة على الوسائط التكنولوجية.
كما تضمن العدد دراسة جاءت تحت عنوان "التربية الحديثة.. قراءة نقدية في الممارسات والآثار السلبية المحتملة" حيث أوضحت الدراسة أن القراءة النقدية أكدت أن التربية الحديثة ليست خيرًا مطلقًا ولا شرًا مطلقًا بل هي إطار مرن يحتاج إلى ترشيد وضبط فإذا مورست باعتدال فإنها تساهم في تكوين شخصية متوازنة قادرة على الإبداع والانتماء في آن واحد، أما إذا مورست بشكل متطرف فإنها قد تنتج جيلًا هش الهوية ومفرط الفردانية وضعيف الانضباط، وهنا تكمن مسؤولية المجتمع في إيجاد التوازن بين الحرية والمسؤولية في العملية التربوية، ومن المنظور الاجتماعي لا يمكن تطبيق التربية الحديثة بمعزل عن السياق الثقافي، فالمجتمع المصري الذي يتميز بالترابط الأسري والقيم الجماعية يحتاج إلى إعادة صياغة النموذج التربوي بحيث يحافظ على الهوية وفي الوقت نفسه يستفيد من أساليب التربية الحديثة.
ويمكن تحميل وتصفح المجلة من خلال الدخول على الرابط التالي:
https://www.idsc.gov.eg/Publication/details/11363
#نقاش_دوت_نت
البنية الاجتماعية والثقافية، الثورة التكنولوجية، تقنيات الذكاء الاصطناعي، الرؤى الاجتماعية
