ماسح الأحذية والوصية ..الغائبة!!
فى نوفمبر من عام 1899 ولد فى القاهرة طفل ! وفى عام 1936 صار هذا الطفل واسمه أحمد عبود باشا أغنى رجل فى مصر ومن أغنى عشر رجال على مستوى العالم !!
كان إمبراطور صناعة السكر والسفن والسكة الحديد والبنوك و " عد وخربط"!!توفى رحمة الله عليه عام 1964!!
عبود باشا ليس موضوع حديثنا بل نتحدث عن عالم ازهرى جليل خرج من سيارته فى يوم شتاء مطير عام 1936 متجها إلى مكتبه بدار الازهر الشريف فغاص حذاؤه اللامع فى الوحل والطين وأسعفه الحظ أنه شاهد صبيا فى العاشرة من عمره ماسحا للأحذية ويحتمى من المطر تحت مظلة أحد المحال لممارسة عمله!
توقف العالم الأزهري الجليل عنده لتنظيف الحذاء وأثناء عمل الصبى تجاذب معه أطراف الحديث فسأله عن اسمه وعمره والمحافظة التى جاء منها إلخ ..إلخ!!
صدم العالم الجليل حين سمع اسم الصبى كاملا وإذا به حفيد ثانى أثرياء مصر بينما توفى والده قبل جده فصار حفيده يمسح الأحذية قرب دار الازهر الشريف!!
هرول العالم الجليل إلى مكتب فضيلة شيخ الازهر وكان وقتها المرحوم محمد مصطفى المراغى فأخبره بقصة الصبى حفيد الأكابر ماسح الأحذية!
اجتمع شيخ الأزهر بكبار العلماء وأخبرهم بأن هناك خللا فى فهم كلمات البارى عز وجل وطلب من الجميع أن يعيدوا قراءة كتاب الله بدقة متناهية وتأن واضح ولأن آيات الرحمن أكبر وأعظم من أن تدركها عقول البشر …ففعلوا!!
توقفوا جميعا عند الآية الثامنة فى سورة النساء لقوله تعالى:" وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا".
قال السعدى رحمه الله فى تفسيره:(إن ذلك من أحكام الله الحسنة والجليلة الجابرة للقلوب إذ إن أولى القربى هم الأقارب من غير الوارثين وكذلك اليتامى والمساكين أى المستحقون من الفقراء -فارزقوهم منه-أى اعطوهم من هذا المال الذى جاءكم بغير كد ولا تعب ولاعناء تجبرون به خواطرهم وقلوبهم بما لايضركم وهو نافعهم.
ويقول خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه معه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة او لقمتين.
انتهى اجتماع الشيخ المراغى والعلماء الأجلاء فولدت فى تلك اللحظة صيغة"الوصية الواجبة" والتى تكون محصورة فى ثلث تركة الجد قبل توزيعها فان كانت ألف دينار -مثلا- تخصم منها 330 دينارا تكون لأولى القربى وغيرهم ومن يكون الأقرب إلا أحفاد الجد والذين مات والدهم قبل … والده؟!
يحصل الأحفاد على ميراث والدهم -كما لو كان حيا- ومات الجد قبله دون أن يكون لوالدة الأحفاد أى نصيب .. فيه!!
إلى معالى وزير العدل الموقر:
حين أصدرتم قراركم بإلغاء الوصية الواجبة فكأنكم-والعياذ بالله-شطبتم الآية الثامنة من سورة النساء فى كتاب الله الحكيم والجابرة للخواطر والقلوب والنفوس وتركتم أولى القربى ينهشهم الفقر وتذلهم الحاجة لحدث لاذنب لهم فيه وهو موت والدهم قبل ..جدهم!!
الى معالى الوزير :
الظلم ظلمات يوم القيامة فبماذا أنت مجيب للرحمن حين يسائلك -يوم لاينفع مال ولابنون-عن الأمر ؟!
اللهم اهدنا سواء السبيل واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه! فطوبى لمن رضى عنه الرحمن وويل لكل من أغضبه! ان الله يجبر القلوب فلم انتم .. تكسرونها؟!
#نقاش_دوت_نت
الوصية الواجبة، مصطفى المراغى، عبود باشا، سورة النساء ماسح الأحذية،
