الانطباع الأول هو القصة الأقوى
قبل قليل… في مطار الرياض.
كنت أنتظر رحلتي، والوقت متأخر. جلست في الزاوية أراقب حركة الناس.
لحظتها رأيت مشهداً بسيطاً… لكنه علمني الكثير.
رجل مسن وصل إلى البوابة قبل إغلاقها بلحظات.
كان يتنفس بصعوبة، ويحمل حقيبة ثقيلة.
تأخر… وكل المسافرين دخلوا الطائرة تقريباً.
اقترب منه موظف الأمن بهدوء.
لم يرفع صوته. لم يطلب منه الإسراع بأسلوب قاسٍ.
مد يده إلى الحقيبة وقال:“خلها علي… المهم أنت توصل بخير.” رافقه حتى السلم… وتمنى له رحلة سعيدة.
ثم عاد إلى موقعه وكأن شيئاً لم يكن.
وقفت بجانبه بلطف وقلت:
الله يعطيكم العافية.. لحظة جميلة صراحة.
ابتسم وقال:“هذه بلادنا… والناس ضيوفها. إذا تعبوا… نتعب قلبهم”فالجملة هزتني،لأني أدركت أن قوة البلد لا تظهر في المؤتمرات الكبيرة فقط،بل في تفاصيل صغيرة تحدث من دون كاميرات.
أعمل في الإعلام والاستشارات الإعلامية…وأعرف أن الانطباع الأول هو القصة الأقوى.
وهذا البلد يجيد روايته… عبر أبنائه الذين يقفون على الأبواب.هنا، في مطار الرياض…كل موظف هو العنوان.
وكل ابتسامة… مقدمة مشوقة لفصول نهضة كاملة.
وأنا ألتقي بناس وشخصيات وقادة أعمال من مختلف دول العالم…
إلا أن بعض أجمل القصص أجدها في لحظات بسيطة كهذه، لأن القصص العظيمة لا تُكتب فقط… بل تُعاش.
واليوم… رأيت واحدة منها أمام عيني
#نقاش_دوت_نت
إ
مطار الرياض، قوة البلد ، تفاصيل صغيرة ، القصص العظيمة
