من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

بم استحق أبو عبيدة بن الجراح لقب " أمين الأمة " ؟

القاهرة : " نقاش "
بم استحق أبو عبيدة بن الجراح لقب

كان نقشُ خاتَمِ أبي عبيدة بن الجراح، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ومن السابقين الأولين رضي الله عنه:

"الوفاءُ عزيزٌ". المستدرك ( 5210)


ولا عجب فالوفاء موجب للأمانة ودليلها! وقد لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة فقال عنه: «إن لكل أمّة أميناً، وإن أميننا أيتها الأمة: أبو عبيدة بن الجراح».

من لا وفاء له لا أمان معه!


التواضع الكبير من الرجل الكبير: 


حين قدم عمر بن الخطاب الشام، قال لأبي عبيدة: اذهب بنا إلى منزلك.

قال: وما تصنع عندي؟ ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي.

قال: فدخل، فلم ير شيئا، قال: أين متاعك؟ لا أرى إلا لبدا وصحفة وشنا، وأنت أمير، أعندك طعام؟

فقام أبو عبيدة إلى سلة، فأخذ منها كسيرات، فبكى عمر، فقال له أبو عبيدة: قد قلت لك: إنك ستعصر عينيك علي يا أمير المؤمنين، يكفيك ما يبلغك المقيل.

قال عمر: غيرتنا الدنيا كلنا، غيرك يا أبا عبيدة.

ذكره الإمام الذهبي وقال : وهذا والله هو الزهد الخالص لا زهد من كان فقيراً معدما .

فهذا مثل بليغ في الزهد يقدمه أحد عظماء الإسلام أمام أحد عظمائه.

لقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حينما قدم إلى الشام قد جعل من أهدافه المهمة أن يزور بيت أمير الشام أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه ليثلج صدره برؤية مظهر من مظاهر الزهد النادرة، ولكن أبا عبيدة كان يدرك ما ستؤول إليه حال عمر حينما يري بيته فتلكأ قليلاً في الذهاب به، ولم يتمالك عمر نفسه حينما رأى ذلك البيت الذي كأنما هجر من دهر فجاشت عيناه بالدموع.

ويحدث ما يدهش المتأمل حيث يقول أبو الزهد ومقنن مناهجه في عصره غيرتنا الدنيا كلنا  إلا أنت يا أبا عبيدة .

هل حقا غيرت الدنيا عمر ؟!

إنه الحاكم العظيم الذي ساس دولته على الزهد وكان قدوة عليا للزاهدين

ولكنه التواضع الكبير من الرجل الكبير

فما أعظم هذا الحوار بين هذين الرجلين العظيمين وما أعظم ما قدماه لأمة الإسلام من تضحية وفداء !!

[«سير أعلام النبلاء» (1/ 17)]

#نقاش_دوت_نت 

عمر بن الخطاب، أبو عبيدة بن الجراح،