الهروب الأنيق
كانا يتجنبان النظر إلى بعضهما، لأن نظرة واحدة يمكن أن تنسيهما الفكرة برمتها، تناولا طعامهما بهدوء وببطء، حتى لا يشعر أحد من حولهما بتوترهما الذى يمكن أن يقلب الأمور رأسا على عقب. ومر الوقت متثاقلا يشوبه خوف من القادم.
هذا كان حال الجالسَيْن قرب الشرفة فى المطعم الذى راح رواده يتكهنون بطبيعة العلاقة بينهما، وبالطبع كان الرأي الغالب أنهما زوجان مر على زواجهما سنون كثيرة حتى أصبح الصمت هو لغة الحوار بينهما.
لكن فجأة تحول انتباه رواد المطعم إلى عدد من رجال الشرطة الذين دخلوا وتحدثوا إلى مدير المطعم بعد أن جالوا ببصرهم فى أنحاء المكان، ثم انصرفوا، فعلى ما يبدو لم يجدوا هناك من يبحثون عنه.
شدّ هذا المشهد انتباه رواد المطعم، واستفسروا من المدير عن سبب هذه الزيارة، فقال: إنهم يبحثون عن هاربيْنِ استغلا انشغال الحارس الذى يصحبهما إلى نقطة الشرطة، ولاذا بالفرار. وأضاف - بكل ثقة - قائلا: أريد أن أطمئنكم، فمن المستحيل وجودهما هنا.
في تلك اللحظة، رفع الرجل الجالس عند الشرفة رأسه، وقال وهو يضحك: ربما أحسّا بالجوع، ولم يجدا أمامهما غير هذا المطعم!
ضحك الجميع، وانخرطوا فى تعليقات حول الحادث، حتى إنهم لم يلحظوا انصراف الشخصين دون ان يدفعا الحساب!
#نقاش_دوت_نت
الصمت ، لغة الحوار، رواد المطعم ، رجال الشرطة
