أسلمة سوريا
أعتقد أنه تجري حاليا عملية تدريجية واسعة النطاق لأسلمة سوريا، وفق نموذج قد يبدو جديدًا. وستكون سوريا الإسلامية- الديمقراطية الجديدة، ليست فقط تهديدا لأنظمة المنطقة، بل وأيضا نموذجًا محتملًا للتطبيق في أي دولة يهتز نظامها، أو تشكل تهديدًا ما لخطط محتملة مقبلة تجري صياغتها للمنطقة.
محاولات تحقيق هذا النموذج السوري- التجريبي (المشوب بالإرهاب) شبيهة بمحاولات وتجارب سابقة أثبتت فشلها. ويبدو أن ليبيا والسودان تحديدا أراض خصبة لهذا النموذج.
تجريب هذا النموذج، والعمل على تحقيقه، أمر مرتبط بالوقت، وهو محفوف بمخاطر لا حصر لها، لأن المنطقة ستتحول إلى مختبر للتجارب والمغامرات. وهناك أيادٍ كثيرة تلعب في هذا المشهد البائس، بعضها يتحدث مباشرة، وبعضها الآخر يلعب عن طريق الأجهزة الاستخباراتية، ويعقد صفقات مع مختلف الأطراف المستعدة للمشاركة، وفي الوقت نفسه يطلق تصريحات مطاطة عن المحبة والسلام والاستقرار..
النموذج السوري يشكل خطرا على الناس من جهة، وعلى الدول نفسها من جهة أخرى، وعلى الأنظمة الاستبدادية في المنطقة من جهة ثالثة. ويمنح تلك الأنظمة أسبابا كثيرة لإظهار القبضة الحديدية وضرب أي محاولات للتقدم والاستقرار، والتطور نحو أي شكل من أشكال الديمقراطية والحرية..
الكرة الآن في ملعب أنظمة الشرق الأوسط. ويبدو أن لا حلول في الأفق، سوى تكرار السيناريوهات المأساوية..
الأطراف الأكثر وحشية، المشاركة بشكل مباشر في هذا السيناريو هي الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل (كل حسب مصالحه)، وقوى الفاشية الجديدة في أوروبا وعلى رأسها المجر وسلوفاكيا..
#نقاش_دوت_نت
سوريا، ليبيا، السودان ، الأنظمة الاستبدادية، السيناريوهات المأساوية
